آنا عزيزخضر:
الكلمة أقوى من الرصاصه عندما تؤسس لثقافة مقاومه ، لثقافة تعلم الأجيال رفض الظلم ، والتمسك بالانتماء وحب الوطن ، فتوازيها فعلاً وتأثيراً ، إذ تشكل الحصن المنيع الذي يجسد الممانعه والرفض لكل ماينال من كرامة الأوطان ، فتصبح ثقافة الممانعة رديفاً حقيقياً لساحة المعركة.. هنا يبرز دور الثقافة بوسائلها وفنونها بفعالياتها ومناسباتها لترسيخ الفكر المقاوم الذي يمجد الوطن ، ويعلي راية الحق ، يرفض الظلم مقدساً للتضحة وبذل الأرواح من أجل عزته ، فكر ينتصر لنهج يدافع عن الكرامه دوماً .. تجسد هذا الفكر عبر مؤتمر الشعر المقاوم ، وقد عرفت سورية حاملة لراية المقاومة دون مهادنة ، تباري الشعراء والأدباء في وصف من هم أنبل بني البشر ، وكان التغني بتقديس الوطن والشهادة والشهداء ، الذين بذلوا النفس رخيصة أجل سورية ..
من الشعراء الذين شاركوا فارس دعدوش فتحدث عن الأدب المقاوم قائلاً : المؤتمر الدولي الأول للشعر المقاوم عنوانه نهج الشهيدين تزامناً مع الذكرى السنوية الأولى لاستشهاد القائدين سليماني والمهندس رحمهما الله ..
كنت مواكباً لأعمال المؤتمر منذ بدايته ، حيث أقمنا أمسية أدبية في بيت الشاعر الدمشقي نزار قباني ، ثم أمسية أدبية أخرى في دمشق القديمة تحت ظلال ملتقى شذا الياسمين الشعري ، وشاركت بكتابة قصائد ومقالات عديدة ، كلها تصب في بوتقة المقاومة ومحاربة الظلم ، وتكرس فكرة أن جهاد الكلمة مكافىء لجهاد السلاح .
أنا ابن شهيد وأخ لشهيدين ، لذلك وجدت أن من واجبي أن أكون في الصفوف الأولى في ميدان القلم ، وحملت في قلبي رسالة البسطاء والفقراء من ذوي الشهداء ومصابي الحرب والمفقودين ، وكتبت باسمهم ، فترجمت وجعهم ، وحاولت أن أزرع الأمل في نفوسهم وعلى مدار الأربعة أشهر الماضية ، بذلت جهوداً كبيرة من البحث والقراءة والكتابة والتنسيق ،
مشاركتي في مسابقة مؤتمر نهج الشهيدين كانت عفو الخاطر ، وكان الهدف منها هو إثبات وجود القلم المقاوم الموجوع إلى جانب القلم المقاوم السليم ، وأن الأمل يولد من الألم ، وقد وصل عدد المشاركات إلى ما يقارب من 130 قصيدة وخضعت القصائد لأربع لجان تحكيم مختصة ، وكانت قصيدتي بعنوان الدمعة الأخيرة في خد فيلق القدس إحدى القصائد الفائزة ،
وكنت قد فزت مسبقاً بجائزة القدس الحر الدولية ، التي شارك فيها شعراء من مختلف دول محور المقاومة في سورية ولبنان وإيران والعراق واليمن ، حيث وصل عدد المشاركات ما يقارب من 700 مشاركة حينها ، وكانت قصيدتي بعنوان تمثال فدائي في متحف روكفلر إحدى القصائد العشر الفائزة ،
اهمية الفكر المقاوم تأتي من كونه الأداة الوحيدة المؤثرة في قلوب الناس ، والتي تداوي أوجاعهم ، وتقوي آمالهم وتبهج قلوبهم فالكلمة ترياق والكلمة رصاصة ، والكلمة أمل ، وهو لم يغادر ساحتي الثقافية يوماً ، فالحب أدب ، والمقاومة أدب وكلاهما يصدران عن مشكاة واحدة .
ثم تحدث الشاعر نسيم وسوف فقال :
الوطن قرآنٌ .. وكريم !
آياته آهات الثكالى ..
من دموعهن صيغت حروفه ،
ومن معانيه صيغت هذه المعاجز البشرية .. وهم الشهداء !
هم أنبياء هذا العصر ..
أجسادهم البسملة ،
وأرواحهم فاتحة الحياة ،
لأرواحهم القداسة والسلام ..
مشاركتي في المهرجان،كمتسابق ، وكمدير لملتقى أدبي رائد ، هي مواكبة لنهج المقاومة على ضوء منارات أرواح الشهداء ..
فالكلمة رديف الرصاصة ..
والشعر يوثق تاريخ الشعوب .. الشعراء الذين تميزت وفازت قصائدهم من ملتقى صافيتا الأدبي هم كثر ، ولنا الفخر في ذلك ، شاركت بالمسابقة ، وأكثر من خمس عشرة مجموعة أدبية ، جميعها تدور في سياق هذا الفكر العظيم والثقافة التي ترفض الهوان .
نفخر بنهجنا .. وتكريمنا .. وبفوزنا كشعراء وملتقى .. ونشكر العاملين على إتمام وإنجاح هذا المهرجان العظيم الذي يمجد الفكر المقاوم