الشوندر السكري و(تنفيخ) اللبن ..!!!

*بقلم:سلمان عيسى 

فشل عام القمح بسبب السماد والري والمازوت.. وفشل المؤتمر الزراعي، لعدم توافق المخرجات مع الحاجات الأساسية لعودة الروح إلى القطاع الزراعي .. فوزارة الزراعة لم تستطع الضغط على الحكومة لتأمين السماد والمازوت والآليات الزراعية .. أولتخفيض أسعار أعلاف الدواجن والابقار والأغنام .. اليوم قد نكون أمام فشل آخر يتعلق بالشوندر السكري .. من المعروف أن الحكومة سعت في العام الماضي لتخفيف فاتورة استيراد السكر لذلك كان الخيار أن تعيد احياء هذه الزراعة .. وبالفعل تم التسجيل على بذار الشوندر لمساحة 4464 هكتارا، بالتزامن مع إجراء الصيانة لشركة سكر تل سلحب استعدادا للموسم .. إلى هنا تبدو الأمور طبيعية جدا .. لكن تأخر وصول البذار اخر موعد الزراعة التي يفترض أن تنتهي في الخامس عشر من تشرين الأول. . وهذه مشكلة يمكن تجاوزها إذ يمكن أن تتم الزراعة حتى منتصف الشهر الحالي .. ليس تأخر البذار وحده هو السبب، فقد احجم الكثير من المزارعين عن استلام البذار وبالتالي الزراعة .. فحتى نهاية الأسبوع الماضي كانت المساحات المزروعة لا تتجاوز 69 هكتارا، هذا ما دفع محافظ حماة إلى زيارة معمل سكر تل سلحب وزيارة بعض الوحدات الإرشادية للوقوف على المشاكل .. لم تتأخر اللجنة الاقتصادية بمعالجة جزء من الأسباب إذ قررت تخفيض معدل نسبة الحلاوة من الشوندر الذي سيسلم من 16 إلى 13 بالمئة .. ويرى المزارعون أن هذا جيد ..لكن قرار اللجنة لم يشمل نسبة الإجرام التي تكون بالغالب وفق مزاجية لجان الاستلام .. بمعنى أن تؤكد ( على أن لا تزيد نسبة الإجرام عن 2 أو 3 ..  ) وذلك لأنه في أعوام ما قبل الأزمة كانت تصل نسبة الإجرام إلى أكثر من 18 بالمئة .. لذلك كان من الضروري أن تشير اللجنة في قرارها إلى ذلك .. الأمر الآخر الذي تجاوبت معه اللجنة، كان من أسباب عزوف المزارعين عن استلام البذار وهو ارتفاع السعر، حيث تم تحديد سعر الكيلو الواحد ب 30 الف ليرة ويكفي لدونم واحد، لذلك فقد وافقت اللجنة على تسليم البذار دينا للمصرف الزراعي إلى حين استلام قيمة المحصول .. علما ان اللجنة أقرت سعر استلام الكيلو من الشوندر ب 250 ليرة !؟ .. وعلما ايضا ان قيمة كميات البذار المستوردة وفق أسعار البيع من المصارف الزراعية للفلاحين هو 1،339،200،000  ليرة سورية، أما سعر الاستيراد الحقيقي فهو أقل بأكثر من 22 مليون ليرة .. إلى هنا قد تبدو الأمور مطمئنة ..ما يدعو للدهشة أيضا أن الحكومة غامرت بموسم القمح .. ومخرجات المؤتمر، بالسماد .. خاصة أن تصريح وزير الزراعة عن أنه في العام الماضي كان رصيد السماد في المصارف الزراعية صفرا .. أما الآن فهو يتجاوز 55 الف طنا، وهو غير مدعوم .. ولم تذكر اللجنة الاقتصادية ما إذا كانت ستدعم مزارعي الشوندر بالسماد ام لا !؟ ..  وفوق ذلك أن يتم تخصيص الدنم ب 8 ليترات مازوت .. فهذا هو الخطر الحقيقي الذي يهدد الموسم، كونه يحتاج إلى 3 – 4 سقايات سيما وان موسم زراعة الشوندر يستغرق حوالي عشرة أشهر  .. دون الأخذ بالاعتبار مخصصات الفلاحة والزراعة ورش المبيدات والنقل .. هذه العوامل كانت من أسباب فشل عام القمح والمؤتمر الزراعي ..لذلك فإن  المازوت و السماد.. يدفعاننا إلى ( تنفيخ )  اللبن ..!؟

(سيرياهوم نيوز٦-١١-٢٠٢١)