عبير صيموعة
أفرزت سنوات الحرب التي تعرضت لها البلاد ظواهر خطرة وغريبة عن النسيج الاجتماعي في البلاد ولعل أخطرها ظاهرة الاتجار بالمخدرات وتعاطيها التي ازدادت خلال سنوات الحرب على سورية، وكان للسويداء نصيب منها لكونها محافظة حدودية، وبالتالي تجنيد مجموعات لترويج المادة وتعاطيها ضمن الحدود الإدارية للمحافظة والتغرير بعدد كبير من أبنائها.
وأكدت جهات مختصة في المحافظة لـ«الوطن» وجود المئات من الشبان الذين امتهنوا عمليات الاتجار والترويج بالترافق مع وجود المئات من المتعاطين لها وفق الإحصاءات المبدئية التي جاءت بناء على المتابعة وإذاعات البحث ممن جاء ذكرهم باعترافات عشرات الموقوفين الأمر الذي دفع المجتمع الأهلي إلى التحرك بكل أطيافه سواء بالتعاون مع الجهات المعنية أم بمبادرات فردية لمحاولة درء تلك الظاهرة ومحاولة توقيف أي مشتبه فيه بقضية الترويج لها أو تعاطيها حيث جرى توقيف العديد من أبناء المحافظة ومصادرة كميات غير قليلة من المادة المخدرة وإتلافها.
من جهته أكد رئيس مجلس المحافظة رسمي العيسمي أن المجلس ودوراته المتعاقبة طالب بضرورة مكافحة انتشار ظاهرة الاتجار بالمخدرات وكذلك ضرورة تعاون المجتمع المحلي على أن يكون تحت سقف القانون وبالتنسيق مع الجهات المعنية في المحافظة الأمنية منها والشرطية وعدم التراخي بعملية قمعها وتجفيف منابعها لحماية جيل الشباب (الذي جرى التغرير به)، مطالبين بمعالجة الأسباب قبل النتائج.
كما أشار الشيخ أدهم نعيم وهو إحدى الشخصيات الاجتماعية البارزة في المحافظة إلى أنه تم ضبط كميات من المواد المخدرة بكل أنواعها من حشيش وكبتاغون حيث تم إتلافها وحرقها مع السعي الجاد من جميع الفئات المجتمعية لبتر تلك الظاهرة ومساعدة جيل الشباب الذي كان الضحية الكبرى لتلك الظاهرة.
وأكد أنه خلال اللقاء مع المحافظ جرت المطالبة بضرورة إقامة مركز للعلاج من التعاطي في المحافظة على أن يكون ضمن مشفى «سالة» الذي يقع ضمن بيئة وموقع يسمحان بإقامة ذلك المصح بهدف معالجة الشباب الذين جرى التغرير بهم، وكانوا الضحية من جراء الظروف الاستثنائية التي واجهتها البلاد، مع معاملتهم معاملة المرضى، لافتاً إلى تبني المحافظ للطرح ورفعه ومتابعته مع الجهات المعنية في دمشق.
وأكد الشيخ نعيم أن قضية إقامة مركز علاجي للإدمان من المخدرات ضمن المحافظة بات أمراً ضرورياً وهي مطالب لكثير من الأهالي بضرورة مساعدة أبنائهم ممن تم التغرير بهم وباتوا مدمنين وخاصة على مادة «الشبو» التي تحتاج إلى علاج نفسي قبل العلاج الاستشفائي ما يفرض وجود مكان مخصص لعلاج تلك الحالات مزود بالكادر الطبي والنفسي الاختصاصي الذي لا يمكن وجوده إلا بمؤازرة ودعم الجهات الحكومية من وزارة الداخلية ووزارة الصحة وأصحاب القرار.
ولفت إلى أن إقامة المركز الصحي الخاص بعلاج حالات الإدمان يجب أن تتوازى مع سعي الجهات المعنية لقمع ظاهرة دخول المخدرات إلى المحافظة وتجفيف منابعها لأنه لا يمكن الوصول إلى النتائج الإيجابية إلا من خلال قمع الأسباب التي أدت إلى تفشي ظاهرتي الترويج والتعاطي خاصة، معتبراً أن انتشار المخدرات قضية إقليمية لا تنحصر بمحافظة السويداء لكن وقوع المحافظة على الشريط الحدودي فاقم منها.
ولفت نعيم إلى أن إقامة مركز لعلاج الإدمان في المحافظة يمكن ألا يتم تقبلها اجتماعياً لدى الكثير من الأهالي في بداية الأمر إلا أنه يتم التعويل على الوعي والغيرة اللتين يتميز فيهما المجتمع المحلي في السويداء، كما يجب الإسراع بإقامة المركز بهدف الإسراع بتقديم المساعدة لأن فترة العلاج تتناسب طرداً مع فترة الإدمان وكلما أسرعنا بإقامته وتجهيزه حصلنا على النتائج الإيجابية في وقت قياسي.
سيرياهوم نيوز٣_الوطن