منال محمد يوسف
يا قوافي المحبّة وإن أزهرَ ريحان البلاغة
وشُرّدَ نور شمسها الوضّاءة، وتعالى الألق في أسمى معانيه وكأنّه فتون الجمال وبروق لحظ كلماته الجماليّة وسطوع نجومه في دوح الحرف الجميل..
في دوح تسمو به حروف المجد وكأنّها تكتبُ لحظة الإشراق الأولى، وكأنّها تستدير حول أفق الكلام الزاهر رحيقاً..
أيّها الشّعر
الذي يُكتبُ فوق قوافي الجرح المنثور في أنين الوقت
وكأنه أناشيد الوجدِ وحروفه المشتاقة..
حروفه القمريّة التي تبدو كما أناشيد الشّعر
والكلام البلاغيّ وإن أزهرت حروفه البرّاقة
وإن أزهرت تواريخ القوافي في لجّة الوعدِ وقام النداء الشعريّ يُضيء تواريخ الحرفِ
يُضيءُ قمريّة القوافي في لجّة الصمتِ
أيّها المنثور في القول بين خطيّ الوجع والجرحِ
«المنثور قافيات» تسجدُ حروفها في محراب الفجر
كأنّها قصيدة نور مُضاءة التراتيل وأناشيد الوجدِ
أو حكاية الأيام العابراتِ التي تأتي في يقين النبأ
وسرّ الأيام وإن قيلَ ((هذا بداية النطق إن نطق الشعر قولاً وبرقت علائم نوره فعلاً.. كأنها الحروف وترياق عذبها يأتي هطلاً)).
أيّها الشعر
يا تراتيل الشَّمسِ المضاءة في تجلّيات الحرف..
يا مداد الشيء البلاغيّ وأحقيّة القلمِ
يا عناوين من بينات الشّعر إذ تاهت وتاه النّور منها علامة وخبراً مُضاء الفكر
كأنّه تعجّب الأوزانِ في ساعات الفجر
وكأنّها لغات الحروف تصوغُ قواميس الأمل..
ويأتي الضّوء من نورها العجائبيّ
يأتي عوالم من الدهشة سناها يُضيءُ فلك الجرحِ
كأنّها لغات الجمال تزهرُ ويُقالُ عنها ما يُقال في الكتبِ
والوقتُ إذ يرمشُ بدمع الاستحسان والحسنِ
والقصائد إذ تأتي مشغولة بخبر التمني والصدقِ
حروفها بواسم الضوء إذ أتى في تجلّيات الفجر
وأوثق عُراه في عُرى الشعرِ
أوثق جميل القول وتحنان ودّه البلاغيّ
يا أيّها الشعر
المكتوب في لحن القول، في تباريح تعشق من فنون التكلّم وقول الشّعر
قول الشيء إذ يختصرَ نطقه في ماهيّة الأشياء والنطقِ بعض قوله
أيّها الكلام المُقفّى
المسافر في مداد الحرف «في مداد الحروف الوهّاجة»
لو تغفر قصائد الورد رحيل الأمنيات وذوبانه في لحظ الجمال..
لو يغفر رحيل الشّعر وقوافي العطرِ
لو يغفر ميلاد الأشياء منذ فجر التكوين
«ميلاد الأشياء وجمالها أن تربّع على زهر الأقحوان»
إن تربع وكأنه جوهر الشيء البلاغي إذ ألقي عليه نور الأقوال..
وتعاظم الشّعر حتى أتى فيروزيّ اللفظ والألفاظ، تعاظم قبل بزوغ نور البدء وبعد الانتهاء
كأنها القوافي إذ ما وقع الجفاء بينها وبين الأوزان، وإذ جاءت تائهة المعنى وكأنها تلتمع في أفق الإمعانِ
أيّها الشّعر
كنتَ ولا زلتَ أثمن من كلِّ الدرر والمرجان
حروفك مسك المعاني إذ بطيبها تطيّبَ العنبر والريحانِ
وتناظر الشّعر في جمالك فكنتَ أجمل من الجمال
كنتَ خبراً قمريّاً يلتمعُ نوره في الأنباء وذكرى طيبة الذِكرِ والتذكارِ
أيّها الشّعر
يا من تُسجّل بين حروفكَ سِيَر العظماء وتحادث نور الأشياء وتجعله قصيدة مجداء عصماء وتأتي بحروف النبل وتُكتبُ وتُرمّزُ بلغة الإعجاز القرآني بسورة الشعراء.
سيرياهوم نيوز1-الوطن