تمكن فيروس كورونا منذ بداية انتشاره مطلع العام الفائت وحتى اليوم من فرض نفسه كعامل أساسي في الصراع بين الدول، ولاسيما فيما يخص موضوع الأدوية واللقاحات، وذلك وسط دخول العالم مرحلة جديدة من الانتشار قد تجبر بعض الدول على إعادة تفعيل الإجراءات الوقائية.
وقال السفير الروسي لدى واشنطن، أناتولي أنطونوف، إن الدول الغربية تشن «حملة مستهدفة» ضد الأدوية الروسية، ولاسيما اللقاحات المضادة لفيروس كورونا.
وأضاف السفير الروسي في تصريح صحفي، نشره موقع «روسيا اليوم» أن «الغرب يرفض الاعتراف بأن إنجازات علمائنا (الروس) يمكن أن تساعد في ضمان صحة ورفاهية البشرية جمعاء».
وأشار رئيس البعثة الدبلوماسية الروسية إلى أنه «في التقرير السنوي لوزارة الصحة والخدمات الإنسانية الأميركية لعام 2020، لوحظ أنها استعانت بمكتبها التمثيلي في البرازيل من أجل إقناع الأخيرة بالتخلي عن لقاح «سبوتنيك V» الروسي».
وقال: إنه على الرغم من استعداد روسيا للتعامل «على أساس شفاف وغير تمييزي» للتزويد باللقاحات المضادة لفيروس كورونا، فإن روسيا تصطدم بالتعامل بمعايير مزدوجة.
وأكد السفير الروسي أنه «عندما يتعلق الأمر بصحة الناس وحياتهم، يجب ألا يكون هناك مكان للسياسة»، وحث الشركاء على ضرورة إدراك ذلك في أقرب وقت ممكن، مشيراً إلى أنه «فقط من خلال توحيد القوى يمكننا الانتصار في المعركة ضد الوباء».
إلى ذلك، أفادت إذاعة «France Info» بأن أكثر من 150 مدينة فرنسية شهدت أمس السبت تظاهرات في إطار اليوم الوطني للاحتجاج على الإجراءات الصحية الجديدة التي فرضتها السلطات بسبب جائحة كورونا.
وأثار مشروع القانون القاضي بالتلقيح الإلزامي لعمال المستشفيات، وتوسيع نطاق استخدام الشهادات الصحية، الذي صدق عليه برلمان البلاد في 5 آب الجاري، استياء في المجتمع الفرنسي.
ووفقاً للقانون الجديد لن تكون من الممكن زيارة المطاعم والمراكز التجارية الكبيرة والحفلات الموسيقية والمسارح، من دون إبراز الشهادات الصحية.
وشارك في التظاهرات التي جرت في البلاد في 31 تموز الماضي 204 آلاف شخص.
وأشار خبراء وزارة الداخلية الفرنسية إلى أن نحو 10 بالمئة من المشاركين في هذه التظاهرات ينتمون إلى مجموعة «السترات الصفراء»، على حين أن معظم المشاركين فيها هم من المواطنين العاديين، ورجال الأعمال الذين يشكل نظام الشهادات الصحية المشدد حواجز عديدة أمام أعمالهم التجارية وحياتهم اليومية.
ويبدأ سريان مفعول الإجراءات الصحية الجديدة الإثنين القادم. وأكدت السلطات أنه في المرحلة الأولية سيتم تطبيق العقوبات على انتهاك هذه الإجراءات بالحد الأدنى.
على خط مواز، أشارت البيانات الرسمية البريطانية إلى أن الأشخاص الذين تم تطعيمهم بالكامل، والذين أصيبوا بمتغير «دلتا»، قد يتسببون بالعدوى تماماً مثل الأشخاص الذين لم يتم تلقيحهم.
وتقول هيئة الصحة العامة في إنجلترا، إن الأحمال الفيروسية تبدو متشابهة بين الأشخاص المصابين بمتغير «دلتا» في كلتا المجموعتين، ما يعني من الناحية النظرية، أنها معدية بشكل متساوٍ بغض النظر عما إذا كان الشخص قد حصل على اللقاح أم لا.
لكن رؤساء الصحة أصروا على أن المحصول الحالي من اللقاحات لا يزال يحد من خطر الإصابة بالفيروس في المقام الأول، حسب ما ذكرت صحيفة «dailymail» البريطانية.
وقالت المراكز الأميركية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها، أمس الجمعة، إن سلالة «دلتا» من فيروس كورونا تنتج حملاً فيروسياً مماثلاً لدى الأشخاص المطعمين وغير المطعمين إذا ما أصيبوا بالعدوى.
إلى ذلك، أعلنت وزارة الصحة الفلبينية تسجيل 11021 إصابة جديدة بكورونا خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية في أعلى زيادة يومية منذ أربعة أشهر.
ونقلت «رويترز» عن الوزارة قولها: إن «إجمالي الإصابات بلغ مليوناً و649341 على حين ارتفع إجمالي الوفيات إلى 28835 بعد تسجيل 162 وفاة جديدة».
وفي السياق، سجلت أستراليا رقماً قياسياً بالإصابات اليومية بفيروس كورونا في أكثر ولاياتها ازدحاماً بالسكان، وهي نيو ساوث ويلز وفيكتوريا وكوينزلاند، مع استمرار انتشار سلالة «دلتا» شديدة العدوى.
ومع سريان عزل عام صارم على الولايات الثلاث التي يقطنها نحو 15 مليون نسمة، أو 60 بالمئة من سكان البلاد، سجلت أستراليا أيضاً خمس وفيات مرتبطة بفيروس كورونا، في واحدة من أعلى المعدلات اليومية هذا العام.
وسجلت نيو ساوث ويلز 319 إصابة جديدة منقولة محلياً بكوفيد-19، في أكبر عدد منذ بداية الجائحة في أوائل عام 2020.
وشهدت فيكتوريا المجاورة أعلى قفزة يومية في الإصابات هذا العام مع تسجيل 29 إصابة جديدة، في الوقـت الذي ما زالت الولاية تخضع لعزل عام لمدة سبعة أيام تم فرضه الأسبوع الماضي، وهو السادس من نوعه في الولاية منذ بداية الجائحة.
من جهته حث دان أندروز، رئيس وزراء ولاية فيكتوريا الناس على الالتزام بقواعد الصحة العامة التي لا تسمح لهم بمغادرة منازلهم إلا للعمل الأساسي أو التسوق أو الرعاية الصحية أو التطعيم أو التريض في الهواء الطلق لمدة ساعتين فقط.
(سيرياهوم نيوز-وكالات-الوطن)