“الصحة المدرسية”..بين الواقع والمأمول 

سليمان خليل

يقضي أبناؤنا أكثر من نصف يومهم في المدرسة، أمرٌ يحتّم على القائمين على العملية التربوية والصحية ضرورة وجود رعاية صحية كفوءة لهم واستثمار الوقت الذي يقضونه في تدابير الوقاية الصحية وفي غرس ثقافة النظافة والسلوك الصحي السليم داخل بيئة المدرسة ،

لايغيبُ عن أحد مايتعرض له الأبناء خلال فترة وجودهم في المدرسة، اختلاطات مع الغير ، نقل عدوى ، أمراض وغيرها .. عدا عن كونها مرحلة حاسمة للنمو البدني والعقلي والاجتماعي فهي لجميع الموجودين عرضة لخطر الوقوع في الأمراض، وخطر اكتساب السلوكيات الخاطئة التي تؤثر على مستوى تفكيره ودراسته وخطواته وسلوكياته ونقلها إلى البيت والمجتمع..

تخصص دول متقدمة ميزانيات ضخمة لدعم قطاع ( الصحة المدرسية ) ، البعض يتحدث عن أهمية جعل هذا الموضوع أساسياً في معايير وجودة وتصنيف التعليم، نعم البيئة الصحية في المدرسة معيار أساسي في مسار العملية التعليمية، وهي وجهة هامة لاختيارات الأهل وثقتهم بما يقدم من رعاية تعليمية متوازية مع الرعاية الصحية..

يقودني هذا الحديث وأنا اشد على أيدي المهتمين والمتابعين في وزارتي التربية والصحة والندوات والمحاضرات التثقيفية الهادفة التي تعنى بتطوير الصحة المدرسية، مع ضرورة زيادة جرعات الاهتمام والدعم المستمر، وضرورة مراقبة الوضع الصحي في مدارسنا ، وإيلاء اهتمام ومتابعة مستمرة له ، تخصيص وقت ودعم وموارد بشرية ومادية له . هذه قضية حساسة لا يمكن تجاهلها أو ( البخل فيها ) . صحة طلابنا في المدارس مسؤولية كبيرة ولايمكن التهاون معها وحصد مخاطرها السلبية.

كلنا يعلم أن الوضع الصحي المدرسي يعاني ، ويحتاج ، وتعرض للكثير من الأضرار ، وتراجع .. وغير ذلك .. ولكن لابد من مراجعة كلٌ البروتوكول الصحي المطبق في المدارس ودعمه ، ومن المهم مشاركة المنظمات الدولية والمجتمع المحلي والوزارات والمؤسسات ككل وإشراكها في هذا الدعم الذي سيعود أثره على المجتمع ككل .

هذه نواة فكرة وقضية هامة تحتاج كل الاهتمام والرعاية، والحديث عنها يطول ويتشعب ..نضعها على طاولة المعنيين.

والله الموفق .

(أخبار سوريا الوطن-1)