| حسن العبد
له تاريخ يمتد لعشرات السنين من النضال والكفاح، تربع على عرش صاحبة الجلالة، إنه الصحافي قاسم ياغي، المعروف بين الاوساط الاعلامية بـ ” الحاج قاسم ” أحد أبرز الوجوه الاعلامية في سورية، ورائد من رواد صحافتها، وصحفي وطني من طراز فريد، ينحدر من مدينة السلمية، وهي المنطقة الأثيرة لأديب سورية محمد الماغوط، والمطيعة لشيخ العتابا صادق حديد.
كانت الصحافة هي العشق الأول له بدأ العمل بها مبكراً، فانضم إلى الوكالة العربية السورية للأنباء “سانا” ، ومنها كانت الانطلاقة. تألق في محرابها، وكان فيها صحفي بارع يعشق مهنته ويتمتع بقدر كبير من الإصرار والمثابرة، وعلى درجة عالية من المهنية والاحتراف الصحفي،
مدافع شرس في وجه المؤامرات التي تحاك ضد سورية، لقلمه قوة في التأثير على عقول الناس..شارك في التغطية الإعلامية للعديد من المؤتمرات، وقع عليه الاختيار ليرصد ويغطي وقائع رحلة الفضاء السورية السوفيتية المشتركة في العام ١٩٨٧ وأنجز مهمته بنجاحٍ وتفانٍ، مسطراً أسمى صور المهنية الصحفية.
اختارته وزارة الاعلام ليكون مديراً لتحرير صحيفة الثورة ثم رئيساً للتحرير ومديراً عاماً، انتخب عضواً في المكتب التنفيذي لاتحاد الصحفيين السوريين، نشرالكثير من المقالات وكتبها في كبريات الصحف السورية مندداً بالاحتلال الاسرائيلي لفلسطين والجولان السوري، حصل على جوائز وتكريمات عدة على جهوده الاعلامية ، وهو محاضر متخصص بفن الخبر وصياغته.. ينادونه بالحجي تقديراً وتكريماً له، ويلقبه الكثيرون بأمير الصحافة السورية، وهو لقب يستحقه تماماً،
يمتلك روحاً يحملها بين ضلوعه، لايعرف لغة المستحيل، صاحب ارادة قوية، وإيمان راسخ، وثقة بالذات، يملك لغة أدبية ومهارة صحفية كالتي يمتلكها حسنين هيكل “على سبيل المثال” .. كنت أشاهده دائماً أمام ضغوطات العمل التي تبلغ ذروتها في ساعات الليل المتأخرة، وهو يضع اللمسات الأخيرة على صفحات جريدة الثورة قبل تسليمها إلى المطبعة، وما أن تبدأ المطبعة بالدوران، حتى يتلقف أول عدد ويطمئن على سلامته، ويتأبط نسخته ويغادر مكتبه عائداً إلى أسرته التي تنتظر عودته بفارغ الصبر،
هذا هو الحاج قاسم ياغي، صحفي كبير، وصاحب تجربة عريضة، وموقف وطني. تتجلى فيه تفاصيل الحياة لشخصية أمير الصحافة السورية..حياة حافلة بالنضال والكفاح، عاصر مراحل نمو الدولة السورية وازدهارها، ودخل وزارات ومؤسسات، وأنشأ صداقات مع مسؤولين، والتقى مناضلين وكتّاباً عرباً وسياسيين محليين..
ولنعرف قيمة الحاج قاسم ياغي، يكفي أن نتعرف على أصدقائه في عالم صاحبة الجلالة ونذكر منهم على سبيل المثال الدكتور صابر فلحوط والأستاذ الياس مراد والأستاذ محمد خير الوادي والأستاذ عميد خولي والدكتور مهدي دخل الله والدكتور تركي صقر والدكتور خلف الجراد والدكتور بسام الخالد والاستاذ سليم خليفة والأستاذ مصطفى المقداد والدكتورة نهلة عيسى وآخرين ممن تركوا أثراً طيباً في الاعلام السوري ورحلوا كالمرحوم الدكتور فايز الصايغ والاستاذ المرحوم هشام بشير وغيرهم ممن لم تسعفنا الذاكرة على ذكرهم.
تتلمذ على يديه العديد من كبار الاعلاميين السوريين، وهو من اصحاب الجاذبية الشخصية ” الكاريزما” التي تمنحه ميزة كبيرة في العمل والحياة، وعن حق وحقيقة هو قيمة وقامة اعلامية سورية ووطنية مرموقة، يشار إليه بالبنان، لما قدمه من نضال بالقلم والكلمة من أجل بلاده، وسيرته الصحفية تشهد له بأنه طاقة صحفية كبيرة، سطر في سجل صاحبة الجلالة مآثر خالدة ، تشكل له أوسمة عزٍ وفخرٍ، وترفع رأس كل صحفي إلى علياء السماء.
تحية من القلب لرجل الموقف وقلم الميدان الحاج قاسم ياغي “أبو تامر” أطال الله في عمره، الذي كان له مع زملاء مهنة المتاعب الأثر الأكبر في أن تبقى الصحافة السورية تنبض بقضايا الوطن والأمة، منحازة للمصلحة الوطنية العليا، حاملة لرسالة الدولة، وفية للقيادة الحكيمة ولأبناء شعبنا العظيم إلى أبد الآبدين.
(سيرياهوم نيوز3-صفحة الكاتب)