رئيس الوزراء الإسرائيليّ، بنيامين نتنياهو على استعدادٍ لفتح حربٍ ضدّ كلّ مَنْ يقِف في وجه “طموحاته” للحفاظ على منصبه، فعلى الجبهة الخارجيّة فتح مواجهةً مع الرئيس الأمريكيّ، جو بايدن، الذي تحدّث معه لآخر مرّةٍ في الـ 23 من الشهر الفائت، وأغلق، أيْ بايدن، الخطّ في وجهه، أمّا داخليًا فإنّ كابينيت الحرب لا يقوم بمهامه بسبب الحرب الدائرة بين أهّم شخصيْن فيه نتنياهو ووزير الأمن يوآف عالانط، إذْ أكّدت مصادر عليمة لصحيفة (يديعوت أحرونوت) العبريّة أنّهما لا يتبادلان حتى التحيّة بينهما.
وقال مُحلِّل الشؤون العسكريّة بالصحيفة، يوسي يهوشواع، إنّ “الخلاف القبيح في جلسة كابينيت الحرب بين نتنياهو وغالانط، هو أوضح تعبير عن التوترات بينهما، التي تعود إلى تاريخٍ سابقٍ قبل الحرب. فعليًا، هناك مَنْ يصف العلاقات المتكدّرة بينهما بأنّها جبهة سابعة للحرب، ويمكن أنْ تؤثر في الجبهات الست الأخريات (غزة، لبنان، سورية، إيران، اليمن، والعراق). ومن المفيد التفكير في أنّه كيف يمكن لخلافٍ بين أهّم شخصيْن يديران الحرب أنْ يخدم المقاتلين”.
من ناحيته، قال كبير المحللين في (يديعوت أحرونوت)، ناحوم برنياع، إنّ “الأيام المائة التي مرّت منذ بدء الحرب تدل على المصاعب، فالأهداف لم تتحقق، كما أنّ معظم المخطوفين لم يعودوا إلى ديارهم”.
وفي السياق، ونقلاً عن أربعة مسؤولين أمريكيين مطلعين على العلاقات الثنائيّة بين الرئيس الأمريكيّ ورئيس الوزراء الإسرائيليّ، قال مراسل الشؤون السياسيّة في موقع (WALLA) الإخباريّ-العبريّ، باراك رافيد إنّ الرئيس الأمريكيّ جو بايدن وغيره من كبار المسؤولين في إدارته يشعرون بإحباطٍ متزايدٍ من سلوك رئيس الوزراء الإسرائيليّ بنيامين نتنياهو، ورفضه لجميع الطلبات الأمريكيّة تقريبًا في الآونة الأخيرة، فيما يتعلق بالحرب على غزة، والوضع في الضفّة الغربيّة”، كما نقل عنهم.
وأضاف رافيد: “منذ هجوم حماس في السابع من تشرين الأول (أكتوبر) الفائت، قدّم جو بايدن لإسرائيل الدعم الكامل الذي شمل مساعدات عسكرية وسياسية غير مسبوقة، في حين أنّه دفع ثمنًا سياسيًا داخليًا باهظًا في قاعدة الحزب الديمقراطي في عام الانتخابات”، مشيرًا إلى أنّ الدعم الشعبي لبايدن استمرّ بشكلٍ شبه كامل، لكن خلف الكواليس هناك دلائل متزايدة على أنّ الرئيس الأمريكيّ بدأ يفقد صبره من نتنياهو”، بحسب المسؤولين الأمريكيين.
وتابع أنّ “علامة الإحباط المتزايد جاءت لدى بايدن خلال المكالمة الهاتفيّة بينه وبين نتنياهو في 23 كانون الأول (ديسمبر) عندما رفض الأخير طلب الرئيس الأمريكيّ بالإفراج عن أموال الضرائب التي تجمّدها إسرائيل لصالح السلطة في رام الله المُحتلّة، وقال بايدن المحبط لنتنياهو إنّ “هذه المحادثة انتهت”، وأغلق الخط، وفقًا لثلاثة مسؤولين أمريكيين وإسرائيليين كبار مطلعين على مضمون المحادثة، وفقًا للمسؤولين نفسهم.
علاوة على ما جاء أعلاه، أكّد رافيد أنّ “بايدن ونتنياهو لم يتحدثا عبر الهاتف مرّةً أخرى في الأيام العشرين التي مرت منذ ذلك الحين، ويتجلى ذلك في ضوء حقيقة أنّهما تحدثا في الشهريْن الأوليْن من الحرب كلّ يوميْن تقريبًا”، مردفًا: “لقد حاول المتحدث باسم البيت الأبيض جون كيربي، في مؤتمرٍ صحفيٍ التقليل من أهمية تراجع عدد المكالمات بين بايدن ونتنياهو”، معتبرًا أنّ هذا لا يعني شيئًا عن العلاقة بين الزعماء أو العلاقة بين إسرائيل والولايات المتحدة”، بحسب تعبيره.
ومع ذلك، في الأيام الأخيرة، ظهرت المزيد من الدلائل على تزايد التوتر لدى مسؤولي الإدارة الأمريكية، بحسب رافيد، الذي نقل عن أحد كبار المسؤولين الأميركيين قوله “هناك إحباط هائل تجاه نتنياهو”، طبقًا لأقواله.
وتابع المُحلِّل رافيد قائلاً إنّ “إحدى القضايا الرئيسيّة هي رغبة البيت الأبيض في رؤية إسرائيل تنتقل إلى المرحلة الثالثة من العملية في قطاع غزة، والتي سيتحوّل فيها الجيش الإسرائيليّ إلى قتالٍ منخفض الكثافة”.
وأوضح أنّ “الإدارة الأمريكية وافقت على الاتفاق مع الجدول الزمنيّ الإسرائيليّ، الذي سيتّم بموجبه الانتقال إلى المرحلة التالية من القتال في نهاية كانون الثاني (يناير) الجاري، لكن مسؤولين أمريكيين كبار بدأوا في الأيام الأخيرة في التعبير عن قلقهم من أنّ هذا لن يحدث، ويأتي ذلك في ظلّ الوضع القتاليّ الحاليّ في قطاع غزة، وخاصة في خان يونس”.
وفي ختام تقريره شدّد المُحلِّل الإسرائيليّ على أنّه “إذا لم تُغيِّر إسرائيل بشكلٍ كبيرٍ طبيعة العمليات في غزّة في الأسابيع المقبلة، فسيكون من الصعب جدًا على بايدن تقديم نفس الدعم الذي قدّمه حتى الآن لعملية الجيش الإسرائيليّ في قطاع غزة”، كما نقل عن المسؤولين في كلٍّ من واشنطن وتل أبيب.
سيرياهوم نيوز 2_راي اليوم