الرئيسية » مجتمع » الصراخ في وجه الطفل يفتح باب الأمراض الجسدية والنفسية.. فاحذروا منه

الصراخ في وجه الطفل يفتح باب الأمراض الجسدية والنفسية.. فاحذروا منه

إلهام العطار  2020/10/27

في ظل الأوضاع الراهنة والضغط النفسي الذي نعيشه جراء تفشي وباء كورونا، وسوء الأحوال المعيشية وضيق ذات اليد عند العديد من شرائح المجتمع، بات الصراخ أسلوباً نتعامل به مع جميع من حولنا وخاصة أطفالنا.
يقول أحمد العلي: لدي ثلاثة أطفال ومسؤول عن إعالة والدي العاجز، متنفسي الوحيد حتى لا أصاب بالجلطة هو الصراخ كنوع من أنواع «فشة الخلق»، وعندما سألته إذا كان على علم بتأثير الصراخ على الأطفال، رد بضحكة صفراوية: «إي بيظل أهون من الضرب»، بالتأكيد هذا الجواب موجود عند معظم الناس، ولكن باعتقادي أنهم بعد قراءة المادة ستتغير نظرتهم وسيحاولون العد للعشرة قبل أن يصرخوا في وجه أطفالهم، ويتبعون الحلول البديلة التي قدمتها المرشدة الاجتماعية والنفسية ميساء عاصي خلال حديثها لـ«تشرين»، حيث قالت: الصراخ في وجه الطفل يسبب له مشكلات متعددة على الصعيدين الصحي والنفسي، فمن الناحية النفسية يمكن أن يؤدي الصراخ إلى التغير في طريقة نمو دماغه، وإصابته بمشكلات في قدراته العقلية، وصولاً إلى معاناته من الاضطرابات النفسية التي قد تصل حد الاكتئاب الذي يمكن أن يُدخله في حالة من العزلة والانطوائية كمحاولة منه للابتعاد عن مواجهة والديه أو الأشخاص المحيطين به، أضف إلى ذلك أن الصراخ يجعل من الطفل شخصاً كاذباً، ويقلل من ثقته بنفسه وتزداد عدوانيته تجاه أقرانه، وقد يعمد إلى القيام ببعض السلوكيات الخاطئة في محاولة للتمرد عما يعانيه في المنزل، إضافة إلى أنه حسب الدراسات والأبحاث المتعددة في هذه القضية فإن الصراخ في وجه الطفل يعرضه للقلق والإرهاق ورؤية الأحلام المزعجة، التي تجعل نومه مضطرباً وغير مستقر، حتى بالنسبة للمدرسة فالصراخ بشكل دائم على الطفل من قبل والديه أو المعلمين يؤثر في علاقته بالمدرسة، ويبدأ بالتعبير عن خوفه بالذهاب إليها بسبب معرفته المسبقة لردة أفعالهم في حال عدم قدرته على حل واجباته المدرسية أو حصوله على علامة أقل من توقعاتهم.
أما بالنسبة للجانب الصحي فقد يسبب الصراخ على الطفل بنبرة حادة وعالية تسرعاً في نبضات القلب وصعوبة في التنفس والصداع الشديد وآلاماً في الرقبة والمفاصل.
ورداً على سؤالها عن بديل أسلوب الصراخ في تربية الطفل، لفتت المرشدة الاجتماعية عاصي إلى ضرورة تمتع الأهل بالصبر، وأن يكونوا مستمعين جيدين لأبنائهم، كما عليهم التحدث معهم بطريقة هادئة، وتفعيل ثقافة الحوار الذي يساعد في خلق جو أسري، ويساهم في زيادة ثقة الطفل بنفسه، كما يُفضل لجوؤهم إلى أسلوب المكافأة، لأنها تشجع الطفل على قول الحقيقة وتجعله يتدارك أخطاءه ولا يعود إلى تكرارها، كما أن المكافأة تعزز لديه مقولة «إن الصدق ينجي».
لتختم عاصي حديثها بالطلب من الأهل بذل جهودهم لشطب أسلوب الصراخ من قائمة أساليب التربية، لأنه يؤدي إلى اتساع الفجوة بينهم وبين أبنائهم، ويعمّق الخلاف أكثر فأكثر بين الأجيال، ويجعل العلاقة الأسرية شبه جافة ومضطربة، كما أنه يلغي مفهوم الصداقة بين الأهل والأبناء، الذين يبدؤون مع تقدمهم في المراحل العمرية باستخدام ذات الأسلوب، محاكاة لآبائهم من جهة، ولاعتقادهم أن الصراخ وسيلة ناجعة تساعدهم في تحقيق متطلباتهم والتعبير عن ذاتهم في المنزل وخارجه من جهة ثانية.

(سيرياهوم نيوز-تشرين)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

“اليونيسيف”: أكثر من 200 طفل قُتلوا في لبنان من جراء العدوان الإسرائيلي منذ نحو شهرين

منظّمة الأمم المتحدة للطفولة “اليونيسيف” تعلن استشهاد أكثر من 200 طفل في لبنان من جرّاء العدوان الإسرائيلي منذ نحو شهرين، في وقتٍ “يجري التعامل مع ...