الرئيسية » كلمة حرة » الصفعة الاقسى ..!؟

الصفعة الاقسى ..!؟

 

سلمان عيسى

امّا وقد وقعت الواقعة، وتمكنت الحكومة بعبقرية قل نظيرها من ( تربية الفلاح ) السوري بطرق شتى .. فقد مر موسم انتاج البطاطا محملاً بالكثير من الخسائر التي لن يخرج من تبعاتها اي فلاح لسنين طويلة ..
الصفعة تلو الاخرى وكل صفعة اقسى من سابقتها، هي ما تقدمه الحكومة من مكافآت لهذا النبيل الذي يعمل ليل نهار من اجل تحقيق الامن الغذائي الذي تأبى الحكومة الوصول اليه ..
حكومة تكره تصدير الفائض، حتى لو تعفن هذا الفائض ولم تتقبله البهائم علفا لها ..
حكومة هوايتها تصدير الانتاج القليل الذي يخلق فجوة و فراغا في السوق – هنا يتحدث المعنيون عن العرض والطلب وضرورة الاستيراد ( البصل ) مثال ..
حكومة لا تقدم العون لمؤسسة كالأعلاف لتجهيز مجففات الذرة الصفراء، او شراء مجففات جديدة استعدادا لموسم الذرة العام الماضي الذي شكّل علامة فارقة لنشاط الفلاح السوري، لكنها بررت ذلك انها سمحت للقطاع الخاص ببناء مجففات، لكن هذا القطاع لم يقم بتجهيز مجففات فأبقت الحكومة الوضع على ما هو عليه .. نعم هي تمسك بيد هذا الخاص من المطاحن الى المجففات الى المخابز، لكن لا يعنيها ان رمي الانتاج او تعفن .. طالما ان هذا الخاص لم يتقدم ( لمساعدة ) الحكومة في تصريف الانتاج الزراعي ..
هي اسطوانة تتكرر كل عام، في مختلف المحاصيل من خضار وفاكهة .. انتاج التفاح في العام الماضي كان ملفتا، ورغم ذلك فان خسائر كبيرة مني بها المزارعون .. في مواسم الحمضيات المتلاحقه، تعقد الحكومة المؤتمرات لتسويق الحمضيات .. وبالنتيجة يتعفن البرتقال تحت الاشجار التي حملتها زهراً وثمرة حتى نضجت .. وقطفها الاهمال الحكومي ..
لو تمكنت مؤسسة الاعلاف من بناء وتجهيز مجففات كافية لكانت استلمت كامل انتاج الذرة الصفراء الذي سيقلص كثيرا كميات الذرة المستوردة، وهذا لا يصب في صالح الخاص المدعوم حكوميا .. مئات آلاف الاطنان من الذرة ستنتج هذا العام كزراعة تكثيفية وقد تلاقي نفس المصير في السنوات السابقة وتحديدا في الموسم الماضي .. هي مادة علفية توفر الكثير من الكلف على مربي الدواجن والماشية .. لكن لا يوجد ارادة حقيقية لوقف هدر الدولار في عمليات استيراد يمكن تقليصها كثيرا ..
ماذا لو شجعت الحكومة هذا الخاص لبناء برادات ذات سعات ضخمة تقوم بتخزين الجزء الاكبر من الفائض في انتاج البطاطا او التفاح او البرتقال وتبريده حتى لو كان على حساب الفلاح وتطرحه في السوق وقت العازة بدلا من اللجوء الى الاستيراد ..؟
او توجه جزء من المليارات التي قدمتها للسورية للتجارة دعما لعملها وتدخلها الايجابي، ايضا لتطوير وتحديث البرادات التي ورثتها من الخزن والتبريد .. وبناء مبردات جديدة تسمح لها بشراء اكبر كمية ممكنة من المنتجات التي يمكن تخزينها.. وتوظيف تلك المليارات على طريقة القرش الابيض ..
اما وقد وقعت الواقعة .. وابتلى الفلاح السوري بخسائر لا تحتمل في مختلف المحاصيل والزراعات، دون عون او مساعدة .. بل بالاصرار على زيادة خسائره .. هنا يمكننا القول بكل نفس رضية .. الفلاح السوري عليك السلام ..؟!
(سيرياهوم نيوز ٤-خاص)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

“منخفض”ومستمر في الانحدار..!!!

    بقلم:عدنان عزام   لا أعتقد انني ساضيف شيئا إلى معلومات قارئ هذه الكلمات عن لقاء البحرين الذي يسمونه قمة و ما هو إلا ...