آخر الأخبار
الرئيسية » كتاب وآراء » “الصين”والهجوم على ايران

“الصين”والهجوم على ايران

 

أنس جوده

أحاول منذ الصباح متابعة الأخبار والتحليلات حول موقف الصين المحتمل من الضربة على إيران، لأن انهيار النظام الإيراني، بكل ما يمثله من توازنات جيوسياسية، يترك الساحة عملياً مفتوحة على مصراعيها من الشرق الأوسط باتجاه الصين، وربما بطريقة تُفضي إلى اتصال الإيغور السوريين بأهلهم هناك !!! .

ما يدعو للتوقف والتأمل هو أن الصين بدأت تتحرك خارج نمطها التقليدي المحسوب، كما ظهر بوضوح في تدخلها لدعم باكستان ضد الهند من خلال تقديم منصة استخباراتية ودعم عسكري، وهو تحرك يعكس تحوّلاً في عقيدة الصين الخارجية قد تكون له آثار ارتدادية على توازنات الشرق الأوسط.

السيناريوهات المطروحة لدور بكين في حال تصاعد الحرب تتراوح بين:
1. حراك دبلوماسي وإعلامي تقليدي
2. دعم استخباراتي خفي
3. دعم عسكري محدود
4. دعم مباشر ومفتوح

لكن السيناريو الأرجح في ظل المعطيات الحالية هو الانتقال من الحياد الدبلوماسي إلى ما يمكن تسميته بـ”الظل الصيني”، أي دعم استخباراتي وتقني محدود يعزز معادلة الردع الإيرانية دون الانخراط المباشر أو خسارة العلاقات مع الغرب والخليج.

لماذا أطرح هذا؟ لأن من مصلحة المنطقة بأسرها تجنب انهيار شامل في إيران، لا دفاعاً عن نظامها السياسي الذي تسبب في مآسٍ وخراب في العراق وسوريا ولبنان واليمن، بل منعاً لانهيار الهيكل الإقليمي بأكمله. في ظل غياب الفاعلية الروسية وانشغال موسكو بجبهتها الغربية، فإن الصين هي القوة الوحيدة القادرة على ملء هذا الفراغ بضبطٍ مدروس لا يميل للفوضى.

إيران، كتركيا والسعودية، ركن أساسي في بنية الاستقرار الإقليمي. أي انكسار كامل لأحد هذه الأركان لا يعني مجرد خلل موضعي، بل بداية لانهيارات متسلسلة قد تعمّ الإقليم بأسره. وهنا تبرز أهمية أن يتحرك الجميع – بما فيهم الصين – لمنع لحظة الانهيار الكبرى.

ما نحتاجه اليوم ليس انتصار طرف على طرف، بل انتصار فكرة الاستقرار على فوضى الانهيار ، والنظام الإيراني مطالب قبل غيره بالتعامل بكل المسؤولية مع هذا الواقع.
في لعبة الأمم، لا أحد يربح إذا انهارت البنية، ومهما بلغ الخلاف مع إيران، فإن البديل عن النظام ليس بالضرورة أفضل منه. وهنا، تقف الصين أمام اختبار بالغ الحساسية: إما أن تبقى قوة اقتصادية صامتة، أو تتحول إلى ضامن توازن عالمي في لحظة حرجة من تاريخ المنطقة.

(اخبار سوريا الوطن 2-صفحة الكاتب)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

من أين تعود سوريا؟

  سمير عطا الله     الجميع يراقب، في أمل وفي وجل، «عودة» سوريا: من أي سوريا سوف تعود؟ وإلى أي سوريا؟ لقد تغيرت الأحوال ...