حسين فحص
امتداداً لبروزها ضمن مختلف مجالات عالم الاقتصاد الرياضي في السنوات الماضية، تستمر سطوة الصين التجارية في أولمبياد باريس 2024. لكن، وعلى خلاف «انحسار» استثماراتها السابقة بالمنتجات الرياضية وصفقات الرعاية، تحديداً في عالم المستديرة ضمن «مونديالي» روسيا 2018 وقطر 2022 ثم «يورو» ألمانيا قبل أسابيع، وسَّعَت بكين رقعة استثماراتها في الألعاب الأولمبية الجارية لتشمل التطور التكنولوجي
مع تحوّل جمهورية الصين الشعبية إلى محرّكة أساسية لأحجار التصنيع على رقعة العولمة، أصبحت الأحداث الرياضية الكبرى مسرحاً دولياً بالنسبة إلى شركاتها المتقدمة. عليه، لم تعد الصين تمثّل في دورة الألعاب الأولمبية الجارية رياضييها فقط، بل التقنيات المتطوّرة من قبل شركاتها أيضاً، والتي تسهم في إقامة حدث رياضي أكثر تقدماً قد يشكّل مستقبل «الألعاب».تستخدم شركات التكنولوجيا الصينية أدوات «الحوسبة السحابية» والذكاء الاصطناعي لتعزيز تجارب البث المباشر بالإضافة إلى أداء الرياضيين في دورة الألعاب الأولمبية الجارية، وهي خطوة قال عنها الخبراء إنها توضح البراعة التكنولوجية المتنامية للصين وقدراتها الابتكارية المستقلة.
هناك ميزة جديدة منتشرة على شاشات المشجعين في النسخة الحالية للأولمبياد، تتمثل بإعادة تشغيل الحركات «المثيرة» للرياضيين من زوايا متعددة وفي حركة بطيئة. أصبح هذا ممكناً بفضل نظام «Cloud 3.0» المدعوم بالذكاء الاصطناعي وأنظمة إعادة التشغيل متعددة الكاميرات، الذي طورته شركة «علي بابا» العملاقة في الاقتصاد الرقمي الصيني والعالمي والشريكة لأولمبياد باريس.
وأطلقت «علي بابا كلاود»، وهي الذراع السحابية لشركة علي بابا، رفقة خدمات البث الأولمبية (OBS)، نظام OBS Cloud 3.0 لمساعدة وسائل الإعلام في الحصول على صور ومقاطع فيديو للألعاب، على أن تشرف OBS، وهي شركة تابعة للجنة الأولمبية الدولية، على توزيع تغطية الحدث لتصل إلى مليارات المشاهدين في جميع أنحاء العالم.
تستخدم الصين «الحوسبة السحابية» والذكاء الاصطناعي
كان الهدف من وراء النظام الجديد توفير بنية تحتية رقمية قوية للألعاب تعزّز الكفاءة التشغيلية وتضمن الاتصال السلس، وهو ما تحقق نظراً إلى نشر أكثر من ثلثي إشارات البث المباشر عبر خدمات البث السحابي لمجموعة علي بابا.
وقال خبراء في عالم التكنولوجيا إنه نظراً إلى فوائدها المتمثلة في انخفاض تكلفة وزمن التوزيع بالإضافة إلى المرونة العالية، فإن نقل محتوى بث أكبر حدث رياضي في العالم عبر «OBS Cloud 3.0» تفوّقَ على طرق التوزيع الأخرى.
تجدر الإشارة إلى أن هذه هي المرة الأولى في التاريخ التي تحل فيها «Cloud 3.0» مكان الأقمار الصناعية كطريقة رئيسية لتوزيع حقوق الوسائط الرياضية عن بُعد، وهو الدور الذي لعبته الأقمار الصناعية سابقاً منذ أولمبياد طوكيو عام 1964.
وبعيداً من البث، عمدت الصين أيضاً إلى إدخال التطور المدعم بالذكاء الاصطناعي في منتجاتها أثناء أولمبياد باريس لتجعل الحدث أكثر إبهاراً من الناحية البصرية والتكنولوجية، إذ زوّدت الكرات في أكثر من رياضة، منها كرة القدم، برقائق إلكترونية متطورة تسمح للحكم بفهم أوضح لديناميكيات المباراة…
استفادة خاصة
أولمبياد باريس أظهرَ المكانة الرائدة للشركات الصينية في عصر التصنيع «الذكي». وبعيداً من الفائدة العامة، انفردَ الرياضيون الصينيون بتقنيات من تصنيع وتطوير أبناء جلدتهم، أسهمت تباعاً في تعزيز مستواهم ضمن مختلف الألعاب.
من الأمثلة الحية على ذلك، إشراف شركة الذكاء الاصطناعي الصينية «SenseTime» على فريق كرة السلة الصيني لتقديم تحليل بيانات رياضية مدعومة بـ«AI» ونصائح حول إستراتيجيات المنافسة. وتوفّر الشركة تحليل حركة كل رياضي ومسار حركة كرة السلة في الوقت الفعلي، إضافة إلى تقديم ملاحظات فورية لفريق التدريب عبر إنشاء نماذج ثلاثية الأبعاد والاستفادة من خوارزميات التقاط الحركة، بهدف تحسين كفاءة تدريب الرياضيين وأدائهم في المنافسة.
سيرياهوم نيوز١_الأخبار