أحمد يوسف داود
أنْ تَعيشَ بِلا أَحلامٍ، ولا انتِظارٍ لأَيِّ تَحسُّنٍ في أَحوالِكْ، فتِلكَ قَضيَّةٌ بَسيطَةْ.. ولايَجبُ أَنْ تكونَ مُؤلِمةً لكْ، لابَلْ هيَ قَضِيّةٌ يَجبُ أنْ تَجعلَكَ غَيرَ مُبالٍ بأَيِّ شَيءٍ مِمّا حَولَكْ!.
طَبعاً، أنتَ لَيسَ لكَ دَورٌ في الحَياةِ غيرَ أنْ تَكونَ مُعجَباً – نعم: مُعجَباً! – بِكلِّ مايُقالُ عَمّنْ يَرسِمونَ لكَ أُطُرَ حَياتِكَ الّتي لاصِلةَ لها بأيِّ شَيءٍ مِمّا تُخمِّنُ أَنّهُ قد يَهمُّكَ، أَو قد يَعنيكْ، فالأَمرُ كلُّهُ يُرسَمُ لكَ بِدقّةٍ، وعلَيكَ أنْ تَرفَعَ آياتِ الشُّكرِ إلى مَنْ صَمّموا لكَ ولأَمثالِكَ – بالرِّضى أو بعَدمِهِ – هذهِ (الصّيغَةَ الهَنيئَةَ!) منَ الحياةِ الّتي مِنْ واجِبِكَ أَنْ تُقابلَها بالرِّضى بها، سواءً شِئتَ ذلك أَمْ أَبيتَهْ!.
إنَّ عَلَيكَ – والحالُ هكذا – أَنْ تُقِرَّ بأَنَّ كلَّ فِعلٍ، أَو أَمرٍ منَ الأُمورِ التي قد تَجري، هي مِمّا تَمّ تَصميمُهُ وتَعميمُهُ بِبالغِ الحِرصِ على (المَصلَحةِ العامّةْ!)، وأَنتَ: ماعلَيكَ إلّا القَبولُ بِما هوَ مَطلوبٌ مِنكْ.. ولَو كَرِهتَهْ، ذلكَ أَنَّ قَبولَكَ أَو رَفضَكَ لايُقدّمانِ شَيئاً ولايؤخِّرانِ في شَيءْ، وسِيّانِ إِنْ أَنتَ وافقْتَ أَم لم تُوافِقْ على أيِّ أَمرٍ مِنْ أُمورِ حَياتِكَ كُلِّها، ذلك أَنَّ بقاءَكَ حيّاً أَو رَحيلَكَ الأبديَّ، ليسا مِمّا يُمكِنُ أَنْ يَعنِيا أَحَداً إلّا القِلّةَ من أهلِكَ وبَعضِ جيرانِكِ الأقربينْ، وبالتّالي: هُما لايُقدِّمانِ في شيءٍ إطلاقاً.. ولايُؤخِّرانْ!.
ومنَ الأُمورِ التي قد تَهمُّكَ – وأنتَ في هذِهِ الدّارِ الفانِيةْ – أَنْ تُقدِّرَ بأنَّ الأَحزانَ ونَمطَ التّرحُّمِ عَلَيكَ في يَومِ رَحيلِكَ ربَّما لن يَكونا حَسْبَ ما تَتَمنّاهُ أَو تَأْملُهْ، وعلى أيَّةِ حالٍ فإنّ ماقد يَكونُ ربَّما هو خَيرٌ مِمّا هُو كائِنٌ هُنا، ولكنْ دَعْنا لانَقتَربْ مِمّا هو في عِلمِ الله وَحدَهْ، فَربَّما نَكسَبُ بَعضاً من خَيرِ الآخرةِ بعدَ أنْ تمَّ تَجريدُنا منَ الكَثيرِ مِنْ خَيرِ هذهِ الدُّنيا، إذْ هناكَ: (إلى اللهِ وحدهُ تُرجَعُ الأمورْ).
(خاص لموقع اخبار سورية الوطن-سيرياهوم نيوز)