بقلم :أحمد يوسف داود
إلى أينَ يَمضي فُقَراءُ سوريّةَ في هذه الأَحوالِ التي أَنتَجتْها هذهِ الأَيّامُ العَصيبَةُ الرّاهنَةُ الآنْ؟!.
سُؤالٌ لابُدَّ الآنَ أَيضاً – كما من قبلُ – أَنْ يَقومَ بِطرحِهِ يَومِيّاً كلُّ فَردٍ على نَفسِهِ في الغالِبيّةِ التي تَمَّ إِفْقارُها إلى حَدٍّ مُريعٍ مِنْ أَكثريَّةِ السُّوريّينَ الّذينَ صاروا في القاعِ المُجتَمَعيّْ: إِنْ باتَ يَصحُّ أَنّهُ في سُوريّةَ الآنَ (مُجتَمعٌ فِعليٌّ)، بَينَما لاتَزيدُ حَقيقَتُهُ عَنْ كَونِهِ “رُكاماً” هائِلاً مِنَ المُجوَّعينَ البائِسينَ اليائِسينْ: مُقابِلَ نِسبَةٍ قَليلةٍ مِمّنْ همُ (السّادةُ المُترَفونْ)!.
لَستُ في ماأَقولُ هُنا مِمَّنْ يَهدِفونَ إِلى إِدانَةِ السُّلطَةْ، بلْ أُريدُ فَقطْ أًنْ أُشيرَ إلى أَنَّ الاستِمرارَ في كلِّ هذا التَّردّي المَعيشيِّ، الذي يَكادُ يَبدو بِلا قاعٍ، لَنْ يَكونَ بَتاتاً إلَّا أَمراً في غايَة السُّوءِ لِقَضيَّةِ بَقاءِ المُجتَمعِ والدَّولةِ مَعاً: بَقاءً ذا قيمةٍ أو أَهمّيَّةٍ في الحاصِلِ النِّهائيِّ الأَخيرْ!.
وبالتّأكيد، أنا لاأُريدُ بَتاتاً أَنْ أَشتَغلَ (مُنَظِّراً) على مَنْ في أَيْديهِمْ مَقاليدُ أُمورِ الدَّولةِ، ولا (مُشيراً) إلى مالابُدَّ لَهم مِنْ أَنْ يَقوموا بِما يُمكِنُهم القيامُ بِهِ مِنْ إِصلاحٍ لأَحوالِ البِلادِ والعِبادْ، بَلْ سَأُشيرُ إلى قَضيَّةٍ ذاتِ أَهميَّةٍ بالِغةٍ هي: قَضيةُ غِيابِ الطَّبقَةِ الوُسطى، أو تَغيِيبِها، عَنْ تَكوينِنا المُجتَمَعيِّ الرّاهِنِ غِياباً كامِلاً أو شِبهَ كاملْ، إِذْ إِنَّ الحُضورَ الفاعِلَ لِهذِهِ الطّبَقةِ يُشكِّلُ ضَماناً عامّاً حَقيقيّاً لسَلامِ البَقاءِ الاجتِماعيِّ المتوازنِ – في حُدودِ ماأَعرِفُهْ -!.
أَمّا غِيابُ هَذهِ الطّبقَةِ، الّتي يَبْدو أَنَّ مُجتَمعَنا قد خَسِرَها، أَوْ إنَّهُ قد خَسِرَ قُوّةَ وُجودِها بنِسبَةٍ كُبرى إجمالاً، خَسارةً شِبهَ كُليّةٍ، فإنَّ أَمرَ غِيابِها: يُساوي في المُستَقبَلِ انْهياراً عامّاً للمُجتَمعِ والدَّولَةِ، في حُدودِ ماأَعرفُ، ليسَ أَكثَرْ!. وشكراً.
(خاص لموقع سيرياهوم نيوز)