آخر الأخبار
الرئيسية » ثقافة وفن » الطربوش… تراث أصيل من زي المرأة الشعبي في السويداء

الطربوش… تراث أصيل من زي المرأة الشعبي في السويداء

 

لا تكتمل جمالية الزي الشعبي التقليدي للنساء في محافظة السويداء دون الطربوش، الذي ما زالت العديد من النساء تحرصن على ارتدائه في مناسبات الأفراح، لما يحمله من خصوصية ترتبط بأصالة التراث رغم تغير الظروف وظهور أنماط جديدة من الألبسة.

وكان الطربوش من شروط المهر القديمة، حيث كانت ترتديه العروس في ليلة زفافها، ولكن هذا التقليد انحسر مع تغير الظروف، وأصبح مقتصراً على من ورثته من والدتها نظراً لكلفته العالية.

باسمة الشيباني من ريف السويداء قالت: إن الطربوش من أنواع الحلي التقليدية العريقة، وقد يصنع أحياناً من قطع نحاسية، فيكون تقليدياً سمّته جداتنا “طربوش جلخ”، مبينةً أن السيدات المتقدمات بالعمر كن يرتدينه مبطناً، حيث توضع قطعة من الدانتيل الأسود فوق القطع الذهبية.

وتروي الشيباني حكايتها مع الطربوش منذ صغرها، حيث كانت تشعر بأنها ملكة حين تضعه على رأسها، وعندما كبرت صمّمت واحداً من الكروشيه والقرص فيه من الفضة، وباقي قطعه من النحاس لتلبسه يوم زفافها، وما يزال يرافقها حتى اليوم.

السيدة شفيقة نصر من بلدة المزرعة بريف المحافظة الغربي ما تزال تحتفظ بطربوش جهزته منذ نحو 32 عاماً، كونه يحمل رمزيةً لارتباطه بالتراث، لذلك حرصت على ارتدائه هي وبناتها، وإعارته لعرائس من قرى وبلدات أخرى.

ويصنع الطربوش بحسب الباحث في التراث سلمان البدعيش من قماش الجوخ الأحمر مع كسر الحافة الحادة العليا التي تصل سقفه بجوانبه، كي يأخذ الاستدارة والانحناء المناسبين لرأس المرأة، وارتفاعه لا يزيد على 15 سم، ويتألف من أربعة أقسام هي قرص فضي دائري مزخرف يثبت عليه من الأعلى وتتدلى من محيطه “الجهايد”، وهي عبارة عن قطع ذهبية دائرية، ويتراوح عددها بين 25 و35 قطعةً، وفي هذه الحالة يسمى قرص “مشنشل”.

أما القسم الثاني حسب البدعيش فهو الشكة، وتثبت على حافة الطربوش من الأمام والأسفل، وعلى عرض الجبين بين الصدغين بشكل لا يظهر منها أكثر من ربعها أو ثلثها، وتحوي عدداً من القطع الذهبية تسمى “الرباعي”، يتراوح عددها بين 60 و80 ربعيةً، ويمكن أن تركّب على الطربوش شكة واحدة أو شكتان حسب القدرة المادية.

ويضم القسم الثالث عدداً من القطع الذهبية، تسمى الواحدة منها “قرَنيصة” تعلّق وتتدلّى من جانبي الطربوش على شكل مثلث فوق الأذن، وعددها من كل جانب 6، ويمكن أن يستعاض عنها بليرات ذهبية، فتصبح الكلفة أكبر، بينما يسمى القسم الرابع “الغوازي”، ويتضمن تعليق قطعة ذهبية من الأمام والوسط فوق الجبين، حيث يظهر ثلثاها من تحت حافة الطربوش، وبدئ يستعاض عنها الآن بليرة ذهبية.

وتطرح فوق الطربوش وفقاً للبدعيش قطعة من القماش الأبيض الشفاف تسمى ” الفوطة”، وهي غطاء الرأس عند النساء في المحافظة، وتكون رقيقةً عند الصبايا، وتسمى ” الجورجيت “، وسميكةً عند الأكبر سناً، وتسمى ” المقطع “.

 

 

 

سيرياهوم نيوز 4_سانا

x

‎قد يُعجبك أيضاً

المؤسسة العامة للسينما تعيد تأهيل صالات الكندي

تماشياً مع رغبة المؤسسة العامة للسينما في تقديم أفضل ما يمكن من أساليب العمل السينمائي، وتأكيداً لضرورة تأمين حالة عرض متقدمة ومتميزة لجمهورها، فإنها عملت ...