آخر الأخبار
الرئيسية » كلمة حرة » الطغمة لاالطائفة

الطغمة لاالطائفة

 

 

عبد اللطيف شعبان

 

تم خلال الأيام الماضية عقب انهيار الحكومة السابقة، استخدام البعض لكلمة الطائفة الأسدية على السلطة التي سادت ثم بادت، وأرى أن السوء الكبير للسلطة السابقة يجعلها لا تستحق أن يطلق عليها كلمة الطائفة بل تستحق كلمة ” الطغمة الفاسدة البائدة ” ، لأن كلمة طائفة تختص بالأديان وتطلق على المؤمنين فقد جاء في سورة الحجرات الآية / 9 / قوله تعالى ” وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما … ” وجاء في سورة النساء الآية / 108 / قوله تعالى ” فلتقم طائفة منهم معك وليأخذوا أسلحتهم ولتأت طائفة أخرى لم يصلوا فليصلوا معك .. ” وجاء في الآية / 2 / من سورة النور قوله تعالى ” وليشهد عليهما طائفة من المؤمنين … ” والقرآن الكريم نص على احترام جميع الأديان بطوائفها فقد جاء قي سورة البقرة الآية / 62 / قوله تعالى ” إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون ( ونفس الآية – تقريبا – وردت في سورة المائدة برقم / 69 / ” وأيضا جاء في الآية / 136 / من سورة البقرة قوله تعالى ” قولوا آمنا بالله وما أنزل إلى إبراهيم وإسماعيل واسحق ويعقوب والأسباط وما أوتي موسى وعيسى وما أوتي النبيون من ربهم لا نفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمون، وجاء ما يقارب ذلك في الآية /84 / من سورة آل عمران ما يؤكد تلاقي طوائف الأديان عند الأحد الدَّيان.

وهنا أرى أنه ليس من الحكمة أن يطلق اسم طائفة على من تشكلت منهم الحكومات السابقة برئاسة الأسد، لأنهم كانوا من طوائف متعددة في السلطات الثلاث التشريعية والقضائية والتنفيذية ومن آلاف العائلات، وبيت الأسد ليسوا طائفة بل هم عائلة، كما أن هذه الكنية موجودة لعائلات أخرى في أكثر من منطقة ليس لها علاقة بالسلطة البائدة ما يولد غبن بحقها حال شملتها التسمية.

كما أن إطلاق صفة / كلمة / الأسدية ( بمعناها اللغوي العالي ) على السلطة الفاسدة البائدة فيه شيئ من الإكبار لا تستحقه أبدا ، وأيضا من الخطأ تحميل طائفة أو عائلة وزر مفسديها، ولا يخفى على أحد أن الأشرار الذين سادوا السلطة الفاسدة كانوا من جميع الطوائف بأعداد ونسب مختلفة، مع الإقرار بأن السلطة لم تخل من بعض أخيار هذه الطائفة أو تلك – على قلتهم – بين زمان ومكان، فسوء التصرف لا يشمل جميع من عملوا في الحكومات المنصرمة.

وبالتالي فان إطلاق تعبير ” الطغمة الفاسدة البائدة ” على المرحلة السابقة هو التعبير الأدق ( وجاء في القاموس الطغمة تعني الجماعة والطغام هم أوغاد الناس والعامة تقول أوباش )، والعمل معا حكومة وشعبا على استبعاد لفظة الطائفية من لغة الشارع، والالتزام باللغة الرسمية لغة القيادة الجديدة التي صرحت أكثر من مرة قائلة ” لا مكان للطائفية في بلدنا، نحن ملتزمون بالعدل مع الجميع، ونعمل على سجن كل من يروّج أو يقوم بخطابات طائفية، هذه الخطابات لا تسبّب سوى القلق والخوف في قلوب الآخرين، مما يؤثر على السلام الاجتماعي، ورسالتنا للجميع: لا مكان للطائفية في بلدنا، ونعمل على حماية الجميع دون استثناء،”.

(موقع اخبار سورية الوطن-1)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

..الإنسان (2)

  مالك صقور متابعة لما بدأته في الزاوية السابقة ، تعال عزيزي القارئ ، لننظر في أحوال هذا الإنسان عبر الزمان والمكان : افتح العهد ...