آخر الأخبار
الرئيسية » ثقافة وفن » الطير في أغاني فيروز .. الطبيعة الشاعرية الكلاسيكية للأخوين الرحابنة

الطير في أغاني فيروز .. الطبيعة الشاعرية الكلاسيكية للأخوين الرحابنة

 

فادية مجد:

 

من بين الرموز شبه الثابتة في معظم أغاني جارة القمر، والتي استخدمها الرحابنة بكثرة في أغانيهم هو رمزية الطائر، والتي حرص الرحابنة على ذكره في أغلب أغاني فيروز الجميلة.. فما السر وراء الحرص على إيراد الطير وما هي دلالته في كل عمل غنائي..

نبدأ بذكر عدد من الأغاني، فلا مجال لذكرها جميعها، ففي أغنيتها “طير الوروار” تبدأ فيروز الغناء بحديث مع طير الوروار، وهو طير صغير جميل الصورة والألوان، سريع الحركة والطيران والمناورة، تتحدث إليه كي تجعله رسولها إلى الحبايب، تطلب منه برجاء أن يسلم لها على الحبايب ويخبرها بحالهم ، إذاً الطير هنا في هذه الأغنية مرسال حب يرسل السلامات والتحيات ويخبرها بحالهم كي يطمئن قلبها عليهم.. حيث تقول:

دخلك يا طير الوروار

رحلك من صوبن مشوار

وسلملي ع الحبايب

وخبرني بحالهن شو صار

أما في أغنية “ليالي الشمال الحزينة “فتخبر فيروز حبيبها بأنها عصفورة الساحات”، حيث تقول:

يا حبيبي

أنا عصفورة الساحات

أهلي ندروني للشمس وللطرقات

في هذه الأغنية تصف نفسها بعصفورة الطرقات الصغيرة الدؤوبة التي تمضي حياتها في الرحلات والسفر، تبحث عن الزاد والمأوى، فهي عصفورة شريدة تبحث عن وليفها الغائب.

وفي أغنيتها “شايف البحر” وصفت حبيبها بـ “مواسم العصافير” ، حيث قالت:

نطرتك أنا.. ندهتك أنا

رسمتك على المشاوير

يا هم العمر يا دمع الزهر

يا مواسم العصافير

وهنا الوصف للدلالة على كثرة الغياب والحضور، وكأنه يماثل العصفور الذي يعود في موسم الهجرة ثم يغيب، ليترك وليفه في حالة من الحزن لغيابه.

وفي أغنيتها “يا طير” تعود فيروز لاستخدام الطير مرة أخرى كرسول، حيث تقول:

يا طير يا طاير على أطراف الدني

لو فيك تحكي للحبايب شو بني يا طير

وتعتبر هذه الأغنية من أجمل ماغنت، جارة القمر فيروز، من حيث جمال الكلمات والموسيقا.

وفي هذه الأغنية تحكي مع الطير وكأنه خليلها وصديقها الوفي والرسول الذي يحمل رسائلها إلى الحبيب، تحمله رسائلها الموجوعة بالأنين والاشتياق للحبيب.. وفي نهاية الأغنية تطلب منه أن يأخذها معه إلى الحبيب!!

في الأغنية الجميلة “أنا لحبيبي”.. تخاطب فيروز العصفورة البيضاء وتقول لها:

أنا لحبيبي وحبيبي إلي

يا عصفورة بيضا لا بقى تسألي

لا يعتب حدا ولا يزعل حدا

أنا لحبيبي وحبيبي إلي

في دلالة على رمزية العصفور الذي ينقل الأخبار إلى الناس . حيث تحمله برسالتها بأنها مخلصة في حبها للمحبوب.

وفي أغنيتها “رجعت الشتوية” وصفت قصص الهوى والحب مثل العصافير، حيث قالت:

يا حبيبي الهوى مشاوير

وقصص الهوى مثل العصافير

لا تحزن يا حبيبي إذا طارت العصافير

حيث تصف قصص الحب بأنها مثل العصافير التي تعيش حياتها في غدو ورواح، في غياب وعودة، ليست ثابتة ولا دائمة، وإنما ذكراها وألمها وحزنها هو الذي يبقى، بينما العصافير تطير من مكان لآخر ولا تثبت في مكانها لأمد بعيد.

وفي أغنيتها “عصفورة الشمس” تصف فيروز نفسها بعصفورة الشمس وزهرة الحرية، حيث الانطلاق والحرية كالعصفور في السماوات الرحبة، السماوات التي لا حدود لها.

في الحقيقة رمزية الطيور في أغاني فيروز والأخوين رحباني بديعة وشاعرية لأبعد حد، وتوظيفها في قصة الأغنية أمر يدل على الطبيعة الشاعرية الكلاسيكية للأخوين رحباني، والإبداع الغنائي المتفرد لجارة القمر فيروز .

وهذا ما يجعلنا نسمع زقزقات هذه العصافير المغردة بكل عذوبة، ونحلق مع هذه الطيور الشادية في آفاق وعوالم جارة القمر الرحبة، ونحن نشعر بقدر كبير من الخصوصية والمتعة.. حيث الإبداع الذي لا يحده حد.

 

(اخبار سوريا الوطن 1-الثورة)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

أسعد فضة مكرماً في الشارقة

    كرم حاكم الشارقة الشيخ سلطان بن محمد القاسمي الفنان القدير أسعد فضة ضمن حفل إطلاق مهرجان أيام الشارقة المسرحية بدورته الـ34، المقام في ...