مالك صقور
تحت قاع الذاكرة العربية الهشة ، يرقد التاريخ ، وتهجع معه المشاهد والأحداث ..
المشاهد قبيحة أيها العرب !
والأحداث فظيعة ومثيرة !
والتاريخ !!
من يقرأ هذا التاريخ ؟ والتاريخ الحقيقي – كما يقولون – لا قلب له ، أي ،لا ولن يرحم ! ؛ ولكن من يرتكب هذه الجرائم والمجازر والمذابح وكل أنواع الفظائع لا ولن يهمه ماذا كتب التاريخ وماذا يكتب ؟؟ وماذا سيكتب ؟؟ !
وعار الأمتين العربية والإسلامية لا ولن يغفر لهما التاريخ ..
و ها هو ذا أبو الطيب المتنبي قبل ألف عام يقول :
” ياأمة ضحكت من جهلها الأمم ”
أجل ! يا أمة ضحكت من جهلها الأمم ..
أورد قول أبي الطيب اليوم ، والغصة في الحنجرة ، والخنجر في القلب ، والعمى يأكل العيون ، والطين يغلق الآذان .. ويأتي على البصر والبصيرة ..
ومنذ حزيران الأسود وهزيمته النكراء الشنعاء 1967 ، وحتى هذه الدقيقة ، وقول المتنبي يؤرقني ، وسؤال آخر أخطر : لماذا العرب هكذا ؟ وإلى أين ماضون ؟
ومنذ عصر المتنبي ، وحتى هذه الدقيقة ، ما زالت الأمم تضحك من جهلنا ، ما زالت تهزأ بنا ، مازالت الأمم تنهب خيراتنا ، ما زالت تسطو على ثرواتنا ، مازالت تحتل أراضينا ، ما زالت تسيطر علينا ،والأخطر من كل هذا – غسلت أدمغة الكثيرين واحتلت عقولهم !!!
وحتى كتابة هذه السطور ما زالت الحرب الطاحنة تدورمنذاكثر من عام في بقعة أصغر من صغيرة ، ولم تستطع الولايات المتحدة الامريكية ولا الكيان الصهيوني المدجج بأحدث الأسلحة ، ومعه الغرب الاستعماري فرنسا وبريطانيا التي كانت عظمى ، أن يحققوا هدفا واحدا من أهداف هذه الحرب البربرية الفاشية النازية ، ما استطاعوا فك الأسرى ، ولم يقضوا على حماس ..فقط ، أمام الأمتين العربية والإسلامية ، وأمام الجامعة العربية ، وأمام العالم كله ، يذبحون الأطفال والنساء والشيوخ العزل .. وعندما يأس الكيان من غزة ، عاد إلى الانتقام بوسيلته القديمة – وهي الأغتيالات .. وابتهج عندما اغتال عددا كبيرا من عناصر حزب الله بواسطة أجهزة البيجر واللاسلكي ..ثم اختراق ضاحية بيروت الجنوبية ، بمئات آلاف الأطنان من القنابل المحرمة ، ظناً منه أنه استطاع ان يقضي على حزب الله .. لكن تبين أن الحزب قد أصبح أقوى . وحتى كتابة هذه السطور لم تستطع قوات النخبة بعد أسبوعين من أن يتقدموا شبراً واحداً .. حتى لا يستطيعون إجلاء القتلى .. والإعلام الهيليودي والغربي والصهيوني مهمته النفاق والكذب والتضليل ..لكن آلون مزراحي فضح الكيان ، وفشله في هذه الحرب ، وأن اليأس و الإحباط يعم سكان الكيان الصهيوني وكل من يستطيع الهجرة ، يهاجر فاراً من جحيم هذا الكيان .. يقول مزراحي : ” لو كنت زعيما لليهود فإن ما كنت سأفعله الآن هواليحث عن مخرج آمن لليهود الصهاينة دون مزيد من إ راقة الدماء ، ولكن لا أحد يسلك طريقاًً بناء ً وسليماً ، وبالتالي فإن كارثة كبرى ، وانهياراً، لا بد وأن يتحققا ، وبعد ذلك لن يكون الصهاينة موضع ترحيب ، في أي مكان ، وقد يصبح إنقاذهم مستحيلاً ” .. وهكذا ، شهد شاهد من أهله .. والمتنبي العظيم ، إن كان يقصد عصره ، وحكام عصره ، أم يرمي إلى أبعد من البعيد ، فإنه أصاب كبد الحقيقة ، بقوله هذا ، وبوصفه بعضهم ، الذي يحوي المال ، ويشتري الذمم ، وينقاد للأجنبي ويمارس الخضوع والخنوع , ولا يهب لنجدة أهله وأخوانه ..يقول :
وإنما الناس بالملوك وما …تفلح عرب ملوكها عجم
لا أدب عندهم ولا حسب …ولا عهود لهم ولا ذمم
بكل أرض وطئتها أمم ….تُرعى بعبد كأنها غنم
يستخشن الخزحين يلبسه … وكان يبرى بظفره القلم
أما محمود درويش فيقول :
عرب أطاعوا رومهم
عرب وباعوا روحهم
عرب وضاعوأ
******
(موقع سيرياهوم نيوز-٢)