|د. عماد فوزي شُعيبي
يذكرنا المشهد في أوكرانيا بالمشهد في حرب السويس 1956، والتي أدّت إلى ازاحة نظام دولي استمر قرناً ونيف وغيرت الحرب معالمه لتصبح فرنسا وبريطانيا خارج المشهد الأول الذي تصدرته الولايات المتحدة والإتحاد السوفياتي.
المشهد نفسه يكاد يتكرر!
فحملة استخدام العقوبات الاقتصادية كانت من اللاعقلانية بمكان أنها فتحت ما نسميه “صندوق باندورة” أي صندوق الشرور لأن وضع الدول الكبرى لا يحتمل تجاوز قواعد اللعبة وبالتالي لا يحتمل أن تُخنق دولة كبرى!
اتخاذ القرار ببيع النفط والغاز الروسيين بالروبل أو ما يعادله من الذهب بسعر 5000 روبل للغرام الواحد من الذهب يعني حسب بعض التحليلات القضاء على 30% من سعر الدولار. كما أنه إزاحة اليورو الدولار من التسعير العالمي، وقرار السعودية تسعير خمس إنتاجها من النفط باليوان الصيني، يعني تراجعًا حقيقياً في وزن الدولار عالميا ،هو ما سيؤدي إلى انهيار غير مسبوق، في الثقة به و التي لا تستند إلاّ إلى أنه يشكّل العامل الأساسي في التبادل العالمي حيث منذ أوائل السبعينيات تم فك الارتباط بينه وبين الذهب، لانه موضع الثقة في التبادلات الدولية.
وإذا استمرت هذه الآلية من الحرب العالمية الثالثة الاقتصادية والمالية فإن السؤال المقلق: هل ستتقبل واشنطن هذا الأفول السريع لقوة الدولار التي تعني قوتها الفعليه ودورها العالمي!!! وماهو رد فعلها ؟!!
والسؤال الثاني عندما يغيب هذا الدور، ألا يعني ذلك غياب مفهوم (الغرب) بأكمله الذي قام بالأصل على تزعم القوة الاقتصادية أولا والعسكرية ثانياً للولايات المتحدة الأمريكية لمجموعة ما يسمى الغرب!
سؤال ثالث ماذا ستكون حالة الملايين من البشر الذين خزنوا مدخراتهم بالعملة الخضراء ؟
نخشى أن تتأخر (يالطا) الجديدة ويكون الثمن العالمي فادحًا
(سيرياهوم نيوز3-صفحة الكاتب1-4-2022)