الرئيسية » كلمة حرة » العجة التلمودية و رجال الله

العجة التلمودية و رجال الله

 

 

مالك صقور

 

 

بعد هزيمة العرب الكبرى النكراء في الخامس من حزيران عام 1967 . استقبل رئيس فرنسا آنذاك الجنرال ديغول وفداً صهيونياً قادماً من الأراضي المحتلة ، وكان أعضاء الوفد يتبخترون تيهاً وزهواً وفخراً أنهم انتصروا بستة أيام على مصر وسورية و الأردن ، وتمّ احتلال مساحات واسعة من أراضي هذه الدول : تم احتلال سيناء ، والجولان ، والضفة الغربية بما فيها القدس .

في أثناء تبادل الأحاديث بين الرئيس الفرنسي وبين الوفد ، سأل ديغول أعضاء الوفد : ” إذا تطور العرب وأصبحوا متقدمين جداً . يعني ، إذا اصبحوا قوة اقتصادية وعسكرية وثقافية ، عندئذ ، ماذا تفعلون ؟ “.

لا أعرف ماذا أجاب الوفد الصهيوني عن سؤال الرئيس الفرنسي ، ولكن ، في يقيني ، لم ينس الصهاينة سؤال ديغول الذي يتضمن الجواب والنصيحة معاً . وفي الوقت نفسه ، لم تهتم الحكومات العربية بهذا ، وما آلت إليه أمور العرب أصبحت معروفة لكل عربي ، أن الكيان الصهيوني منذ عام 1948 وحتى اليوم يعمل في السر والجهر في الليل والنهار على الإمعان في تمزيق الأمة العربية ، وجعلها مشتتة ممزقة متخلفة تابعة خاضعة مستسلمة مطبعة .. وقد استطاع الكيان أن يحقق بعضاً من مآ ربه وأهدافه ، إذ وجد بين الحكام العرب من استجاب واستسلم له حتى ” السلطة الفلسطينية ” ..

في كتابه ” الشرق الأوسط الجديد ” يقول سيئ الصيت والذكر شمعون بيرس ويشبه ( الشرق الأوسط ) كالمطبخ التي تقوم امرأة بصناعة العجة . فإن من السهل كسر البيض لإعداد العجة ، إلا إنه من الصعب والمستحيل إعادة العجة إلى بيض من جديد . أليس هذا ماجرى ياعرب منذ 2011 وبداية ما سمي ب ” الربيع العربي ” ، وقبله ذبح العراق من الوريد إلى الوريد . واحتلال منابع النفط في سورية ، وتخريب ليبيا . …إلى آخر المسلسل الإجرامي ، حتى انبثاق طوفان الأقصى ، الذي سجل بداية النهاية للمشروع الصهيوني ، الذي يهدف الى ما أعلن قديماً ( حدودك يا إسرائيل من الفرات إلى النيل ) …

واليوم ، وبعد سنة وشهرين لم يستطع جيش الاحتلال من السيطرة على غزة ، ولم تستطع ستة فرق مدججة من دخول جنوب لبنان . لقد كان يوم اول أمس الأحد 24 تشرين الثاني يوماً تاريخيا ، فبعد سبعين يوما من محاولات الجيش الصهيوني اقتحام بعض قرى الجنوب ، اجترح مقاتلو حزب الله مأثرة جديدة ، فكانت قرية ( البياضة ) مقبرة للدبابات الإسرائيلية . وطالت صواريخ حزب الله تل أبيب وباقي مستوطنات الكيان . وبات أربعة ملايين من المستوطنين في الملاجئ .. وكان يوما أسود على سكان الكيان في كافة المناطق .

صحيح أن مجرم الحرب حاكم الكيان استطاع أن يصنع ( العجة ) من لحم ودم وعظام الأبرياء العزل من الأطفال والنساء والشيوخ في فلسطين ولبنان ، لكنه لم يستطع أن يكسر إرادة المقاومة ، على الرغم من اغتيال القادة في حزب الله وفي غزة ؛ فقد اثبت رجال الله في غزة وفي لبنان القدرة و المقدرة على النصر . وبهذا ، ستكون بداية النهاية لهذا الكيان . وأما على مجرم الحرب حاكم الكيان فبعد قرار المحكمة الجانئية وتصويت 125 دولة على اعتقاله ومحاكمته ، بقي على هذا المجرم أن ينتحر كما انتحر هتلر ؛ حين اقتحم الجيش الأحمر السوفييتي برلين ، واحتل الرايخ مقر الحكومة الإلمانية النازية …

(موقع اخبار سورية الوطن-1)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

حين يرتجف الوطن من داخله..!

  د. سلمان ريا في لحظة مفصلية من التاريخ السوري، تحوّلت محافظة السويداء من معقل للكرامة والصمود إلى بؤرة تتقاطع فيها خطوط النار الداخلية والمخططات ...