آخر الأخبار
الرئيسية » عربي و دولي » العدوّ يعمّق توغّله في غزّة: لا استجابة لأوامر الإخلاء

العدوّ يعمّق توغّله في غزّة: لا استجابة لأوامر الإخلاء

 

يوسف فارس

 

 

يواصل جيش الاحتلال عملية إزاحة سكان مدينة غزة بالنار، بعدما اتّضح له أن نسبة انصياع السكان لأوامر الإخلاء التي تلقيها المحلّقات، ويجري بثّها على مدار الساعة على هواتف المواطنين، وعلى صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، تقارب الصفر. فالتجربة أثبتت للغزّيين أن من يخرج من بيته لن يعود إليه بالسهولة نفسها، وقد جرّبوا أهوال 15 شهراً من النزوح المذلّ في جنوب القطاع ووسطه.

 

وعليه لم يُسجّل منذ بداية العملية الإسرائيلية، خروج طوعي في أيّ من مناطق التوغّل. وفي عملية الإزاحة تلك، يوظّف جيش الاحتلال أدوات قتل رخيصة الثمن وواسعة التأثير، من مثل طائرات «الكوادكابتر» التي تطلق القنابل والرصاص، والعربات المفخّخة، التي استطاعت شقّ طريق من الخراب إلى عمق حي الشيخ رضوان، حيث وصلت الدبابات الإسرائيلية، أمس، إلى قلب الحي الذي يحاذي المدينة من الجهة الشمالية.

 

وتمركزت إحدى هذه الآليات بالقرب من مسجد سعيد صيام ومربّع البركة، ما يعني أن عملية الدخول إلى عمق المدينة وصلت إلى مراحل متقدّمة؛ إذ تقطع دبابات الاحتلال بالنار شارع الجلاء الرئيسي الذي يربط حي الرمال بالأحياء الشمالية الشرقية والغربية للمدينة. وتعني السيطرة على «الجلاء»، شطر أحياء غزة إلى جزءين، شرقي تجري عملية تدميره وهدمه على قدم وساق، وغربي يتركّز فيه نحو مليون نازح يرفضون مغادرته.

 

وفي الوقت الحالي، تتعرّض المناطق الشرقية لحي الشيخ رضوان لعملية هدم ممنهجة؛ إذ دمّر جيش الاحتلال طوال الأسبوعين الماضيين بواسطة العربات المفخّخة كتلة عمرانية واسعة في حيَّي الزرقا وأبو إسكندر، واستطاع شقّ طريق وسط الخراب أدخل عبره آليات هندسية بدأت بعمليات الهدم الشامل. وتعمل تلك الدبابات تحت غطاء ناري مكثّف، حيث تتعرّض باقي مناطق الشيخ رضوان ومنها الشوارع الأول والثاني والثالث، وقلب الحي، لقصف وإطلاق نار مكثّف، يهدف إلى حمل السكان على إخلاء منازلهم بدافع انعدام الأمان وتبدّد أي فرصة للبقاء.

 

عملية احتلال مدينة غزة لم تبدأ فقط، بل قطعت شوطاً كبيراً باتجاه إتمام المرحلة الأولى منها

 

 

وبالتوازي مع ذلك، كثّف جيش العدو ارتكاب المجازر الجماعية التي تسبّبت خلال اليومين الماضيين باستشهاد عائلات بأكملها، من مثل عائلة الصيفي في حي تل الهوا التي قضى منها، أمس، 11 مواطناً، وعائلة العف في حي الزيتون التي قضى منها 20 مواطناً تحت طبقات منازلهم، وعائلة عفانة في حي الشيخ رضوان. كذلك، ضاعفت الطائرات المُسيّرة استهداف تجمّعات المواطنين في الشوارع والأسواق ومحيط المستشفيات، بهدف تقليص الشعور بالأمان في مناطق شمال وادي غزة كافة، على نحو يدفع الأهالي إلى الهروب، غير أن كل تلك الإجراءات أحدثت حالة من النزوح العكسي، في حين سجّلت صحيفة «هآرتس» نزوح 10 آلاف مواطن فقط من أصل مليون و200 ألف يعيشون في شمال وادي غزة.

 

وتحوّلت مناطق غرب مدينة غزة وشمالها المدمّرة إلى أكبر تجمع للنازحين، بعدما غادرت العائلات من المناطق الشرقية التي تتركّز فيها العمليات في الوقت الحالي، إلى أحياء غرب المدينة، من مثل السلاطين والكرامة والنصر ومخيم الشاطئ ومنطقة ميناء غزة. وتقدّر مصادر محلية أن تلك المناطق يقطن فيها في الوقت الحالي نحو 600 ألف نازح.

 

وعلى الرغم من اشتعال الميدان في مناطق شمال وادي غزة كافة، فإنه لم تُسجّل حتى اللحظة عملية نزوح جماعية. لكنّ الإعلام العبري يقدّر أنه ابتداء من منتصف أيلول الجاري، ستتضاعف حدة الضغوط التي ستدفع السكان إلى الرحيل الجماعي، بعد أن يُتِم جيش الاحتلال تطويق المدينة. وسيتمثّل ذلك في قطع كل مصادر المياه وإغلاق منفذ «زيكيم» الذي تصل من خلاله المساعدات إلى المناطق الشمالية، وإغلاق محور «نتساريم». وعلى الرغم من كل تلك الإجراءات، تُقدّر مصادر عبرية أن جيش الاحتلال لن ينجح في دفع كل أهالي شمال القطاع إلى النزوح، إذ ستبقى كتلة صلبة من الأهالي يُقدَّر تعدادها بنحو 500 ألف، لا يمتلكون القدرة على النزوح أساساً.

 

في المحصّلة، يُجري جيش العدو حصاراً وتطويقاً لمدينة غزة من الجهات الشمالية والشرقية والجنوبية، حيث تتعرّض أحياء الشيخ رضوان شمالاً والتفاح شرقاً والزيتون والصبرة جنوباً لعملية تدمير ممنهجة، سمحت بتوغّل قوات الجيش ودباباته إلى عمق المدينة، ما يعني أن عملية الاحتلال لم تبدأ فقط، بل قطعت شوطاً كبيراً في اتجاه إتمام المرحلة الأولى منها.

 

 

 

أخبار سوريا الوطن١_الأخبار

x

‎قد يُعجبك أيضاً

“الوزاري الخليجي” يدعو لوقف فوري لإطلاق النار في غزة ويدين جريمة الإبادة الجماعية الإسرائيلية في القطاع وسياسة الحصار المتعمدة

دعا المجلس الوزاري لمجلس التعاون الخليجي، الاثنين، إلى وقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة. جاء ذلك عقب اجتماع عقده مجلس التعاون في الكويت على ...