آخر الأخبار
الرئيسية » عربي و دولي » العدو يحصّن «الخط الأصفر»: الغزّيون يخشون احتلالاً ممتدّاً

العدو يحصّن «الخط الأصفر»: الغزّيون يخشون احتلالاً ممتدّاً

 

يوسف فارس

 

 

بدأ جيش الاحتلال، أمس، بترسيم خطّ الانسحاب المؤقّت في قطاع غزة، والذي يعرف باسم «الخط الأصفر»، ونشر مشاهد لعربات تحمل مكعّبات إسمنتية كبيرة مطليّة باللون الأصفر، وعلامات إرشادية تحدّد خطّاً يقضم الأحياء التي لا يزال الاقتراب منها ممنوع. وستبقى مناطق واسعة من أحياء شرق مدينة خانيونس، مثل القرارة وخزاعة، وكامل حيّي الشجاعية والتفاح الشرقي وأجزاء من حي الزيتون شرق مدينة غزة، بالإضافة إلى معظم مناطق مخيم جباليا وكامل مدينة بيت حانون وأجزاء واسعة من مدينة بيت لاهيا، بما يشمل 58% من مساحة القطاع، رهينة للمزاج الإسرائيلي، من دون توقيت محدّد للانسحاب.

 

إذ يرتبط الانسحاب بالبدء بتفاهمات المرحلة الثانية التي لا بدّ من أن تُستكمل بعد الانتهاء من تسليم آخر جثمان أسير إسرائيلي لدى المقاومة، علماً أنّ العنوان الأبرز منها هو نزع سلاح «حماس» وأن تكون غزة، خالية من السلاح. وتلك عناوين فضفاضة لم تتضمّن حتى اليوم خطوات إجرائية، فضلاً عن أنه لا قبول فصائلياً يسمح بتحويلها إلى وقائع.

 

وفي الشارع، يعيش الأهالي شعوراً حادّاً بالفقد، خصوصاً كبار السنّ الذين يخشون من أن يكونوا جزءاً من مسلسل أجزاؤه مكرّرة. ويقول الحاج محمد الزرد، وهو لاجئ من مدينة المجدل، عاش محطات تاريخية عديدة، ولم يستطع العودة إلى منزله المدمّر في مخيم جباليا، إذ يمنعه الخط الأصفر من الوصول إليه: «نشعر كأننا نعاود تجربة النكبة، حين نزح الناس من منازلهم وأضحوا لاجئين بعيدين عنها بضعة مئات من الأمتار. تسرق إسرائيل أرضنا في نكبة ممتدّة، ولا أحد يضع حدّاً للمأساة المستمرّة».

 

ما سمح الاحتلال بدخوله منذ وقف النار 900 شاحنة فيما كان المفترض إدخال 9000 شاحنة

 

وفي الأحياء القريبة من «الخط الأصفر»، تنشط طائرات الاستطلاع و«الكوادكابتر» الإسرائيلية، على مدار الساعة، وتتحرّك آليات جيش الاحتلال، وتطلق النار على كل مَن يقترب. وسُجّل، أمس، استشهاد مواطن في بلدة خزاعة شرق محافظة خانيونس، بطلق ناري من طائرة «كوادكابتر»، بعدما زعم العدو أنه تجاوز «الخط الأصفر». وبالنسبة إلى الأهالي الذين عادوا إلى الأحياء التي أُخرجوا منها، فرغم الأوضاع المعيشية القاسية والأمنية غير المستقرّة، فإنهم يعتبرون إعادة الحياة إلى الأحياء المدمّرة مسؤولية جماعية لا يمكن إهمالها.

 

ويقول أبو أحمد عقل، وهو مسنّ التقته «الأخبار» ويعمل على تهيئة جزء من بقايا منزله المدمّر لينصب مكانه خيمة: «أنا عدت إلى مدينة بيت لاهيا، رغم عدم توفّر المياه، وأنّ الطرق مدمّرة والمنطقة موحشة. عدت لأنّ هذه أرضنا، ولأنّ بقاءها فارغة موحشة هو هدف عدوّنا الذي يفرحه. وعودتنا إليها هي ما يغيظه، ونحن اليوم هنا لنعلن أننا أبناء الأرض، ولن نتخلّى عنها مهما كانت الظروف والتحدّيات».

 

وفي مقابل ما يبديه الأهالي من عزم وروحٍ عالية، لا يتواءم حجم ما يدخل من مساعدات وجهود إغاثية مع حجم الكارثة، إذ يعمل في الوقت الحالي عدد محدود من الجرّافات في إزاحة الركام وفتح الطرقات الرئيسة. وتشبه تلك الجهود محاولة نقل جبل بملعقة طعام، فيما يعزو المتحدّث باسم بلدية غزة، عاصم النبيه، البطء فيها إلى تلكّؤ الاحتلال في السماح بدخول المعدّات الثقيلة والإسمنت ومواد البناء اللازمة لإعادة تأهيل الخراب الذي تسبّبت به سنتان من الحرب.

 

ويقول لـ«الأخبار»: «دمّر جيش الاحتلال أكثر من 800 كيلومتر من الطرق المعبّدة وشبكات المياه العذبة والصرف الصحي. كما دمّر مئات الآبار المركزية وأعدَم أي فرصة لإعادة الحياة. ومنذ وقف إطلاق النار، لا يُسمح بدخول أي نوع من أدوات الصيانة: لا الإسمنت ولا الأنابيب ولا المضخّات. نحن نحاول إعادة الحياة من العدم».

 

على أنّ الأزمة في مدينة غزة وشمالها، تتجاوز الخراب الكبير في البنية التحتية إلى الشحّ الحادّ في المياه والمواد الغذائية. ووفقاً لبيانات «برنامج الأغذية العالمي»، فإنّ ما سمح الاحتلال بدخوله من مساعدات منذ وقف إطلاق النار، يكفي لإطعام نصف مليون نازح لمدّة أسبوع فقط. ويؤكّد المكتب الإعلامي الحكومي، بدوره، أنّ «ما سمحت سلطات الاحتلال بدخوله منذ الإعلان عن نهاية الحرب، لا يتجاوز 900 شاحنة فيما كان المفترض إدخال 9000 شاحنة».

 

 

 

أخبار سوريا الوطن١-الأخبار

x

‎قد يُعجبك أيضاً

ماكرون: نسعى لاستصدار قرار من مجلس الأمن بشأن إدارة غزة وأمنها ونعلم أن الوضع في القطاع ما زال هشا جدا””

كشف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الثلاثاء، أن باريس تسعى لاستصدار قرار من مجلس الأمن الدولي بشأن إدارة غزة وأمنها. جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي مشترك ...