يرى العدو الإسرائيلي، خلال الأيام الأخيرة، أن من مهامه المُلحّة قطع الطريق على حزب الله من أجل عدم استكمال تعافيه الميداني، إدراكاً منه بأنه كلّما تطوّر هذا الأمر سيؤدي إلى تغيير جذري في المعادلة، وسينعكس ذلك على جبهتي الحدود والعمق الإسرائيلي. وفي هذا الإطار، أعلن رئيس أركان جيش العدو هرتسي هاليفي تصميم جيشه «على مواصلة ضرب حزب الله بأقصى ما يمكن». ولم يخفِ هاليفي أيضاً أن الجيش يسعى إلى تحقيق مفاجآت يومية لحزب الله، وهو موقف ينطوي على أن إسرائيل استنفدت إلى حدّ كبير أهدافها النوعية، وبأنها تحاول إنتاج أهداف جديدة خلال الحرب. كما يكشف ذلك عن قلق المؤسسة الأمنية الإسرائيلية من سيناريو استكمال حزب الله استعادة عافيته العملياتية، والتي تتكامل مع كل يوم. ومن أبرز المؤشرات الدالة على هذا الاتجاه، ما صدر عن «غرفة عمليات المقاومة الإسلامية»، أول من أمس، عن الانتقال إلى مرحلة جديدة وتصاعدية في المواجهة مع العدو، والتي «ستتحدث عنها مجريات وأحداث الأيام القادمة». ويؤكد موقف المقاومة، ومخاوف العدو، أن العدو لم ينجح في توجيه ضربة قاصمة إلى البنى التحتية لقدرات حزب الله، التي يرتكز عليها المسار التصاعدي الجاري. ويعني ذلك أن ما يخشى منه العدو، سيلاقيه في قادم الأيام التي ستكون أشد مما مضى كلما استمرّ العدوان. وحول هذا العنوان تتمحور الكثير من جلسات تقدير الوضع التي تجريها الأجهزة الاستخبارية والعملياتية في كيان العدو. ويبدو أن حزب الله يعمل على أكثر من مسار في هذا المجال، فهو يواصل استكمال عملية النهوض العملياتي، ويواكب ذلك بمساع لفرض معادلات ردّ تتجاوز ما كان العدوّ يقدّره. وبذلك يضع اللبنات الأولى لإحداث توازنات جديدة في مجرى المعركة التي من الواضح أنها ستكون تصاعدية في مواجهة العدوان الإسرائيلي المتواصل.
سيرياهوم نيوز١_الأخبار