آخر الأخبار
الرئيسية » أخبار الميدان » العدو يستعيد مجازر «الأيام الأولى»: الفوضى لا تزال هدفاً

العدو يستعيد مجازر «الأيام الأولى»: الفوضى لا تزال هدفاً

 

يوسف فارس

 

بالتزامن مع تصريحات المسؤولين الأميركيين المتزايدة حول اقتراب التوصل إلى اتفاق يفضي إلى وقف كامل لإطلاق النار وإطلاق سراح الأسرى في غزة، ويشكّل، في الوقت عينه، بداية مشروع تطبيعي واسع في الإقليم، كثّف جيش الاحتلال اعتداءاته الميدانية في مناطق القطاع كافة.

 

وبدا واضحاً أنّ سلاح الطيران الحربي والمسيّر الإسرائيلي، عمل خلال الـ48 ساعة الأخيرة بكامل طاقته، على نحو أعاد إلى الأذهان الأيام الأولى للحرب؛ إذ ارتكبت الطائرات الحربية عدداً كبيراً من المجازر الجماعية، عقب قصف منازل مأهولة واستهداف مراكز الإيواء وخيام النازحين وتجمّعاتهم في المناطق الإنسانية. كما استهدفت قوات الاحتلال منتظري المساعدات قرب مراكز التوزيع الأميركية. وأسفر ذلك عن ارتقاء نحو 81 شهيداً في مناطق القطاع كافة، طبقاً لما أعلنته وزارة الصحة الخميس، قبل أن تضاعف الطائرات المسيّرة والحربية غاراتها أمس.

 

وفي خضمّ الاعتداءات المتصاعدة، استشهد، فجر أمس، الدكتور أيمن أبو طير وعائلته عقب استهداف طاول خيمته، فيما أسفر استهداف مجموعة من المواطنين في بلدة بني سهيلا، عن ارتقاء مواطنين اثنين. كذلك، أغارت الطائرات الحربية على «مدرسة شعبان الريس» التي تؤوي نازحين في حي التفاح شرقي مدينة غزة، ما تسبّب بارتقاء عشرة نازحين وإصابة العشرات. وطاولت الاعتداءات نفسها منزلاً مأهولاً في حي جباليا البلد شمال القطاع، ممّا أدّى إلى استشهاد سكانه، فيما لم يتمكّن الأهالي إلا من انتشال شهيدين فقط.

 

وفي مخيم البريج وسط قطاع غزة، استهدفت الطائرات المسيّرة مجموعة من المواطنين، متسبّبةً باستشهاد خمسة منهم وإصابة آخرين. ولم تسلَم «مدرسة أسامة بن زيد» التي تؤوي نازحين في حي الصفطاوي شمال القطاع، بدورها، من القصف الإسرائيلي الذي تسبّب باستشهاد ثماني مواطنين وإصابة العشرات، فيما شنّت الطائرات الحربية، بالتوازي، غارات على شقة سكنية وسط مدينة غزة، قضى على إثرها مواطنان اثنان.

 

العدو يتمسك بالفوضى

على خط موازٍ، نجحت الهيئة العليا لعشائر غزة وعائلاتها، الخميس، في تأمين شاحنات المساعدات التي عبرت من منفذ زيكيم أقصى شمال القطاع. وكشف مصدر عشائري، لـ«الأخبار»، أنّ تجمّع العشائر شكّل قوة شبابية استطاعت منع أي اعتداء على المساعدات. وأضاف: «يتوقّف دور العشائر على تأمين وصول الشاحنات إلى مخازن التوزيع، وبعد ذلك تتولّى المؤسسات الدولية والمحلّية التوزيع وفق الآلية القديمة المتّبعة»، مؤكّداً أنّ «العشائر لا تتدخّل في عملية التوزيع». وجاء هذا القرار في أعقاب مهاجمة الاحتلال وحدات التأمين، واستمرار سرقة المساعدات طوال الأسابيع الماضية، بحسب المصدر نفسه.

 

ادّعت إسرائيل أنّ حركة «حماس» تمكّنت من «السيطرة» على المساعدات مجدّداً

 

ودفعت الإجراءات المشار إليها بوزير المالية الإسرائيلي ووزير الأمن القومي إلى الادّعاء أنّ حركة «حماس» تمكنّت مجدّداً «من السيطرة على المساعدات». وعليه، منع جيش العدو دخول المساعدات إلى شمال القطاع، وسمح، في المقابل، بإدخال مئات الشاحنات إلى محافظة خانيونس ومنطقة النابلسي غربي غزة. لكن الجهود العشائرية فشلت في تأمين تلك الشاحنات، لا سيّما بعد ما شنّ جيش الاحتلال حملة قصف جوي طاولت عناصر «وحدة سهم» التي نشطت في ملاحقة اللصوص والعملاء، ما فتح المجال لانتشار الفوضى والسرقة والتجارة بالمساعدات مجدّداً.

 

ويأتي ذلك على وقع استمرار جيش العدو في ارتكاب جرائمه بحق منتظري المساعدات قرب مراكز التوزيع، في منطقة الشاكوش في مدينة رفح، ومنطقة العلم جنوبي القطاع، إذ سجّلت المصادر الطبّية استشهاد 13 مواطناً وإصابة العشرات. وبالتوازي مع إعلان وزارة الخارجية الأميركية دعم «مؤسسة غزة الإنسانية» بـ30 مليون دولار، نقلت صحيفة «هآارتس» العبرية شهادات لجنود الاحتلال، أكّدوا فيها أنّ قيادة الجيش تأمرهم باستخدام كل أنواع الأسلحة في قتل جموع الجائعين في مراكز توزيع المساعدات الأميركية، رغم أنه لم تُسجّل أي حادثة إطلاق نار من قِبل مَن يأتون لاستلام المساعدات.

 

وممّا جاء في شهادة أحد الجنود: «نستخدم الرصاص والمدفعية وقذائف الهاون في قتل المتجمّعين، كل شيء مسموح، غزة منطقة منسيّة، ولا أحد يهتم». وأشارت الصحيفة العبرية إلى أنّ المراكز أُنشئت في أماكن تحقّق هدفاً عمليّاتياً عسكرياً، ولم تراعِ حاجات السكان وتوزيعهم، خصوصاً أنّ شمال القطاع يسكنه أكثر من مليون إنسان، ولا توجد فيه أي مراكز توزيع.

 

 

 

 

أخبار سوريا الوطن١-الأخبار

x

‎قد يُعجبك أيضاً

غارة عنيفة تستهدف النبطية… هل من اغتيال؟

  استهدفت مسيرة شقة في مبنى في النبطية في ما يعتقد بأنه محاولة اغتيال.     والغارة التي خلفت دمارا واسعا استهدفت مبنى بجوار محل ...