آخر الأخبار
الرئيسية » تحت المجهر » العدو يستغلّ الهدوء لملء بنك الأهداف: التزامات أميركية جانبية لإسرائيل؟

العدو يستغلّ الهدوء لملء بنك الأهداف: التزامات أميركية جانبية لإسرائيل؟

 

يوسف فارس

 

تركت موجة الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة، ليل الثلاثاء – الأربعاء، والتي خلّفت أكثر من 100 شهيد في غضون 10 ساعات فقط، وما رافقها من موقف أميركي مساند رأى أن وقف إطلاق النار لا يزال سارياً على الرغم من عدد الضحايا الكبير والنسق الإبادي الذي مضت فيه الغارات، التي لم تختلف عن مسار الحرب، والصمت المطبق من الدول الوسيطة، نظرة مغايرة شعبية ورسمية لمفهوم وقف إطلاق النار الذي دخل حيّز التنفيذ في 10 تشرين الأول الجاري، إذ صار واضحاً أن الإسرائيليين استطاعوا تفصيل الاتفاق بما يتواءم ليس فقط مع الحاجات الأمنية المتجدّدة، وإنما أيضاً مع المتغيّرات السياسية الداخلية التي تفرض إشعالاً في أوقات الحرج، إذ إن القصف طاول عشرات الأهداف من شمال القطاع إلى جنوبه، ودمّر بنايات سكنية على رؤوس سكانها.

 

ووفقاً لمركز غزة لحقوق الإنسان، فإن «هجمات إسرائيل على قطاع غزة أسفرت عن ارتقاء 110 مواطنين بينهم 35 طفلاً و 46 امرأة، في انتهاك متكرّر وصارخ لاتفاق وقف إطلاق النار». وقال المركز إن «الطائرات الإسرائيلية شنّت عشرات الغارات التي تركّزت على استهداف المدنيين لتقتلهم جماعياً من دون أي مبرّر»، مضيفاً أن «ما أعلنته إسرائيل من مبرّر لأعمال الانتقام الجماعي الوحشية التي نفّذتها والمتمثّل في مقتل جندي إسرائيلي في رفح، هو مبرّر مشين، وهذه المنطقة تخضع بالكامل للسيطرة العسكرية الإسرائيلية، والسلوك الإسرائيلي يعكس استخفافاً سافراً بحياة المدنيين، وقد وثّقنا أكثر من 197 حادثة قصف وإطلاق نار ارتكبتها القوات الإسرائيلية وأسفرت عن ارتقاء 194 فلسطينياً بينهم نحو 60 طفلاً وإصابة نحو 500 آخرين، منذ بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار».

 

نتنياهو نجح في تحويل الحرب من شاملة تأكل من شرعية دولته إلى نقطية مدعومة بشرعية أميركية

 

كل ذلك تجاوز ما تمّ تداوله عن أن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، منح إسرائيل فرصة للرد على خروقات «حماس»، ليصل إلى منح إسرائيل الإذن بتغيير بنود الاتفاق، بشكل يسمح باستمرار الحرب بطريقة أخرى، حيث تستغلّ الأخيرة حالة الهدوء في صناعة بنك أهداف دسم من الشخصيات النوعية التي نجت طوال عامين من الحرب من الاغتيال. وبدا أن هناك التزامات أميركية جانبية تجاه إسرائيل بجانب الاتفاق الأساسي، بما يخص حرية العمل العسكري في غزة. وعليه، فقد نجح رئيس وزراء العدو، بنيامين نتنياهو، في تحويل الحرب من حرب شاملة تأكل من شرعية دولته، إلى حرب نقطية مدعومة بشرعية أميركية وصمت دولي.

 

ووفقاً لمزاعم جيش الاحتلال، فقد استطاع سلاح الجو خلال ليلة واحدة من القصف الجوي المركّز، اغتيال شخصين يحملان رتبة قائد كتيبة في المقاومة، واثنين يحملان رتبة نائب قائد كتيبة، و16 عنصراً يحملون رتبة قائد سرية، و5 من المقاومين الذين نفّذوا إغارات في يوم السابع من أكتوبر، من بينهم ثلاثة قادة من قوة النخبة في المقاومة.

 

وبناءً عليه، أكّد ضباط في أمن المقاومة أن «الاحتلال يستغلّ فترات الهدوء النسبي والهدنة وحالة التراخي العامة من أجل جمع المعلومات عن المقاومين، بما يشمل سجلّات التواصل، والروتين اليومي، وأماكن العمل والمبيت، وغير ذلك من التفاصيل الشخصية، وأن الاحتلال يعتمد في ذلك على المصادر الفنية كالاختراق، والتنصّت، والطائرات المُسيّرة، إضافةً إلى المصادر البشرية الأكثر أهمية والمتمثّلة في العملاء على الأرض، الذين يضطلعون برصد المقاومين وتحركاتهم ونقلها إلى أجهزة العدو».

وعلى الصعيد الميداني، شهد، أمس، هدوءاً، باستثناء تنفيذ عدد من عمليات نسف المباني في مناطق «الخط الأصفر».

 

 

 

أخبار سوريا الوطن١-الأخبار

x

‎قد يُعجبك أيضاً

وزير الحرب الإسرائيلي يهدد باغتيال قيادة “حماس” بالخارج ويحظر زيارات الصليب الأحمر للمقاتلين الفلسطينيين المعتقلين.. و”بن غفير” يُلمح لإسقاط حكومة نتنياهو إن لم تُستأنف الحرب

حذّر وزير الحرب الإسرائيلي يسرائيل كاتس الأربعاء من أن قيادة حماس السياسية لن تحظى بحصانة، وذلك بعد شنّ الجيش سلسلة من الضربات على غزة عقب ...