سُجّلت، خلال الساعات الماضية، أربع عمليات إطلاق نار في ليلة واحدة في الضفة الغربية المحتلّة، ثلاث منها في بلدة يعبد جنوب جنين أثناء تفجير منزل عائلة الشهيد ضياء حمارشة، والرابعة خلال تصدّي المقاومين لاقتحام إسرائيلي لمخيم الدهيشة في بيت لحم. ويشي تزايد هذه العمليات، جنباً إلى جنب ارتفاع أعداد الشهداء، بأن عودة الهدوء إلى الضفة أصبحت بعيدة المنال، خصوصاً في ظلّ اتّساع دائرة الاشتباك، وتكاثر المنخرطين فيها، وامتدادها إلى مناطق كانت ساكنة نسبياً للتوّ
بيت لحم | يُعزى ارتفاع عدد الشهداء الفلسطينيين خلال الاقتحامات والمواجهات الليلية في الضفة الغربية المحتلّة، إلى عدّة أسباب متّصلة بعضها ببعض، أبرزها تصاعد وتيرة المقاومة، والذي يُعدّ وثيق الصلة طردياً بارتفاع عدد عمليات الاقتحام الإسرائيلية، إذ إن «الشاباك» يعمل على فكّ خيوط أيّ عمل مقاوم، حتى لو كان فردياً أو محلّياً وغير منظّم، وهذا جزء من عمله الأمني. كما أن سياسة القتل المتعمّد بدلاً من الإصابة، بات من الواضح أن جيش العدو اعتمدها أخيراً في مسعًى لردع الشبّان، ومحاولة تقليص عدد المشتبكين.
هجمة المستوطنين لا تزال مستعرة في أكثر من منطقة، وهو ما يعزّز فرضية استمرار الاشتباك
بالتوازي مع ذلك، دارت في بلدة يعبد قرب جنين مواجهات عنيفة مع جيش العدو، أثناء عملية هدم منزل عائلة الشهيد ضياء حمارشة، منفّذ عملية «بني براك» قبل أشهر. واستشهد خلال المواجهات بلال قبها، بعدما اشتبك مع جنود الاحتلال بسلاح تقليدي يدوي، عبارة عن «مسدّس مُصنّع محلّياً يطلق الرصاص بشكل فردي، أي رصاصة رصاصة». ويبدو الشهيد قبها من «الجيل الفلسطيني الجديد»، الذي يمقت المفاوضات و«التنسيق الأمني»، وكان شديد التأثّر بالمقاومين الشهداء مِمَّن نفّذوا عمليات فدائية، وهو ظهر حاملاً راية لحركة «حماس» في تشييع الشهيد منتصر زيدان، الذي ارتقى في قرية أم دار قرب بلدة يعبد خلال معركة «سيف القدس»، كما تبيّن لاحقاً أنه مقرّب من حركة «فتح» أيضاً، وفي النهاية شيّعته الجماهير ملفوفاً بعلمٍ عليه شعار «كتائب شهداء الأقصى»، الجناح العسكري لـ«فتح». ولا يُعدّ هذا التنقّل الحزبي غريباً، بل اعتنقه شهداء سابقون كالشهيد الفتى أمجد الفايد وغيره، لكن بوجه عام انتمى هؤلاء إلى فكرة المقاومة المسلّحة، وانحازوا إليها كخيار مقدّس لمواجهة العدو.