آخر الأخبار
الرئيسية » كتاب وآراء » العصافير تزقزق جوعاً وتعباً..!!

العصافير تزقزق جوعاً وتعباً..!!

| عبد الفتاح العوض

 

المقاربة للوضع العام في سورية تنوس بين طرفين، طرف يتحدث كما لو كانت سورية لم تعش حرباً طويلة أخذت إمكاناتها وصرفت مدخراتها ونهبت ثرواتها وكل هذا أدى إلى انخفاض حاد وشديد في إيراداتها، يناقش كما لو أنه يشارك في محاضرة الثلاثاء الاقتصادي قبل الحرب، وطرف آخر يتحدث كما لو كان على السوريين أن يبقوا في ظلال آثار الحرب وأن الخروج من الحرب والبقاء بها سيان، وكل شيء سيئ هو نتاج الحرب ولا شيء غير الحرب. هذا الطرف يناقش الموضوع كما لو كان محللاً سياسياً يريد أن يقنع الناس أن حياتهم المعيشية هي آخر الهم وأن المعاناة جزء أساسي من المعركة.

 

سواء أصحاب الطرف الأول أو الثاني كلاهما على خطأ، وإن لم تكن المسألة مجرد خطأ أو صواب لنقل بأن كلا الرأيين غير مفيد إن لم نقل إن كلا الرأيين ضارٌّ.

 

الذي نحتاجه مقاربة تأخذ بعين الاعتبار التوجه نحو المستقبل وذلك بالتعامل مع آثار الحرب وعدم البقاء أسرى لتبعاتها.

 

الشكل الاعتيادي الذي جرت عليه الأمور خلال الفترة السابقة هو الحديث عن اقتراحات وحلول في معظمها لم تأخذ الجانب الواقعي بما يجري في سورية.

 

نتحدث عن 12 سنة تراجعنا فيها للخلف على حين تقدم الآخرون للأمام.

 

ما قبل الحرب كنا ننافس لكن بصعوبة.. فليس من السهل الآن الحديث بكلام نظري وشاعري وأفكار مثالية بواقع ليس فيه أي شيء مثالي.

 

أخطر ما في الأمر أن يبقى الأمر على ما هو عليه، وأن يستمر التعامل مع قضايا الناس كل يوم بيوم من دون أن يكون هناك نظرة للمستقبل فيها خطة حتى ولو كانت على المدى القصير.

 

الاقتصاد ليس علم أوهام وهو أيضاً ليس علم شعارات، فلا الأوهام تصنع إنتاجاً ولا الشعارات تولد مالاً.

 

المسألة هي قدرات وإمكانات غايتها أن يكون لك «إنتاج» وبالتالي موارد وإيرادات.

 

أسلوب الحصول على الإيرادات من المواطنين تحت عناوين مختلفة هي أفقر فكرة يمكن اعتمادها.

 

لهذا على الحكومة أن تضع خطة أولية أو دعنا نقل قصيرة المدى هدفها تحسين الواقع الاقتصادي.

 

دول كثيرة خاضت حروباً وخرجت منها وبإصرار خاص صارت أفضل وأكثر قوة، لكن كان ذلك عبر خطة محددة التوجهات وعلينا ألا نتوقع أن تصبح الأمور أفضل وحدها بفعل الزمن، فهذا ليس إلا وهماً مستغرباً.

 

هل نعرف الحل؟

 

لا يوجد فرد أو مجموعة صغيرة تستطيع الادعاء أنها تعرف الحل.. هذا الموضوع يحتاج إلى نقاش وطني غني والاستماع بحرص للأفكار المطروحة هنا وهناك وجعلها صنيعة عمل وليس مجرد أوراق مبعثرة بلا جدوى.

 

العالم متعب اقتصادياً وكل دولة تعمل على التخفيف من هذا التعب.. ما يلمسه المواطن في بلادنا أن أحداً لا يخفف عنه إن لم نقل إن الكثيرين يزيدون تعبه تعباً.

 

أيها السادة العصافير تزقزق جوعاً وتعباً…

 

أقوال:

 

– لو تعمقنا تعبنا لو تجاهلنا نعيش.

 

– المثالية.. هي أن يلاحظ شخص أن رائحة الورد أفضل من رائحة البندورة فيستنتج أن حساء الورد سيكون أفضل.

 

– المثقفون يأتون لحل المشاكل بعد وقوعها، والعباقرة يسعون لمنعها قبل أن تبدأ.

 

– لا تحل المشاكل لسببين: أن تنكرها، وألا تعرف أسبابها.

(سيرياهوم نيوز3-الوطن)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

هل حان دور سورية في حرب التدمير والابادة؟

  ميخائيل عوض تزداد مناسيب القلق على سورية ومستقبلها وتكثر التسريبات والتحليلات عن خطط اجتياحها. فاين تذهب الامور؟ وما هي المعطيات؟ نتنياهو اعلن حربا وجودية ...