عبير محمد:
أيام معدودة وتبدأ العطلة الصيفية، وتغلق المدارس أبوابها، ومن المفترض أن تكون تلك الفترة فترة ترفيهية في حياة الطالب، ولكن في بلادنا تصبح تلك العطلة متعبة في حياتهم، فمعظم الأهل يبدؤون بتأمين نسخة من الكتب تحضيراً للسنة الدراسية القادمة، ويقنعون أبناءهم بالاستفادة من العطلة للتسجيل في دورات تعليمية صيفية، ويحولون العطلة الصيفية إلى فترة استثمارية لمعظم المعاهد الذين يروجون لضرورة التسجيل فيها، وهنا لابد من تثقيف الأهل وتوعيتهم عبر برامج تلفزيونية ومحاضرات مع أهل الاختصاص بضرورة حق الطفل بالاستمتاع بعطلته الممنوحة له، ومن حقه استخدام وقته بالطريقة التي تضمن له الكثير من المتعة التي تقدم له الاستمتاع الذهني والروحي والجسدي. اللعب، والتسلية، والاستمتاع يكفل للطفل نمواً ذهنياً طبيعياً وتضمن له تفتح آفاقه وتضمن له فيما بعد التفوق الدراسي، حرمان الطفل من الاستمتاع بعطلته يساهم في حنق أفكار الطفل وتحجيم تطوره الإنساني، فحدود الحياة لا تقتصر على التفوق في المواد الدراسية، والتفوق الإنساني لا علاقة له بالدروس التي يتلقاها الطفل في المدرسة، فالدراسة تشكل أقل جزء يحصل الطفل على معلوماته منها. الاستمتاع في الطبيعة يمكن للأهل أن يسجلوا أبناءهم في فعاليات فنية، أو يتركوا لهم حرية الاختيار، حتى وأن اختار الجلوس في البيت أو اللعب في الحديقة، فاتركوا أطفالكم يلعبون ويستمتعون بعطلتهم، فمرحلة الطفولة سرعان ما تنتهي.
سيرياهوم نيوز ٣_الثورة