syriahomenews أخبار سورية الوطن
م.حسان نديم حسن
قد يبدو مفهوم العقد الاجتماعي فكرة فلسفية بعيدة لكن في الحقيقة هو أساس الدولة الحديثة اليوم.
الفلاسفة الكبار مثل توماس هوبز وجون لوك وجان جاك روسو حاولوا أن يجيبوا على سؤال واحد : لماذا نحتاج إلى دولة ومما تستمد شرعيتها ؟
*الدولة كحاجة إلى الأمان
هوبز تخيل حياة الناس بلا قوانين وقال إنها ستكون مليئة بالخوف والفوضى لذلك رأى أن الناس يفضلون التنازل عن جزء من حريتهم مقابل سلطة قوية توفر لهم الأمان.
فكرة الدولة الحديثة لا تزال تحتفظ بهذا الجانب فهي الجهة التي تمنع الفوضى وتحمي المجتمع من الانهيار.
*الدولة كحامية للحقوق
لو نظر للأمر بطريقة مختلفة فعنده يولد الإنسان بحقوق طبيعية : الحياة و الحرية والملكية و مهمة الدولة أن تحافظ على هذه الحقوق وهنا نجد جذور مفهوم الدستور و فصل السلطات في دول اليوم حيث تقاس قوة الدولة بمدى احترامها لحقوق الناس.
*الدولة كصوت للشعب
روسو ذهب أبعد من ذلك فقال أن الشرعية الحقيقية تأتي من الإرادة العامة للشعب أي أن القوانين لا تكون عادلة إلا إذا شارك المواطنون في صياغتها ومن هنا ولدت فكرة الديمقراطية التي تجعل من الشعب مصدر السيادة.
*اليوم .. العقد ما زال حياً
الدولة الحديثة إذن هي توازن دائم بين هذه الرؤى الثلاث : أن تحمي المجتمع من الفوضى وأن تصون الحقوق الفردية و أن تعبر عن صوت الناس لكنها أيضاً مشروع متجدد لأن التحديات لا تتوقف : من البطالة والفقر إلى قضايا البيئة وصولا إلى الذكاء الاصطناعي.
العقد الاجتماعي ليس فكرة قديمة تدرس في كتب الفلسفة بل هو سؤال يومي : كيف نعيش معاً؟ وكيف نبني دولة عادلة تحمي الناس وتمنحهم الحرية في الوقت نفسه.
(موقع اخبار سوريا الوطن-2)
