يمن سليمان عباس:
من المعروف أن كل قفزة علمية في أي مجال طبي أو تقني أو غيرهما تعني أن شيئا ما يتغير وأن العالم يخطو نحو شيء جديد قد يكون ذا حدين ..سلبي وايجابي وحسب الفلسفة يجب ألا ينتج عن العلم إلا الخير ..لكن هذا ليس بالضرورة..
وإذا كان العلم التطبيقي يغير العالم ويفسره أيضا فإن العلوم الإنسانية من فلسفة وآداب وما في القائمة أيضا تفسره تجمله تدفع به نحو الأمام وبالوقت نفسه عليها مهمة التغيير وليس التفسير فقط ..
من هذا المدخل يمكن أن نتحدث عن وحدة وتكامل الآداب والعلوم وهذا ما بدأ الفكر الحديث يتجه لقراءته ومناقشته وبحثه وربما يجب أن نقول إن العلامة الراحل عبد الكريم اليافي كان من أوائل من فعل ذلك .
ومن الكتب المهمة والدراسات الرصينة التي صدرت مؤخرا عن اتحاد الكتاب العرب في هذا المجال كتاب الأدب التكاملي ..دراسة في التماثلات بين الأدب والفيزياء ..وهو من تأليف الدكتورة ..سمر الديوب
الخيال أهم من المعرفة..
في مقدمة الدراسة نقتطف قولا لالبرت انشتاين جاء فيه .. أنا فنان بشكل كاف لأرسم بحرية في مخيلتي ..والخيال أكثر أهمية من المعرفة..المعرفة محدودة والخيال يطوق العالم ..
وهي _ الديوب _ ترى اننا بأمس الحاجة إلى تجديد الخطاب الفكري وتقديم صورة جديدة من الحوار الثقافي بين الإنسانيات والطبيعيات فيمكن للأديب أن يفكر وينتج أدبا مماثلا لما توصلت إليه الفيزياء الحديثه بطريقته الأدبية لأن العالم واحد مهما تعددت مسالكه ومهمة الأديب والعالم فهمه وتفسيره .
هنا علينا أن نسجل على ما تقوله الديوب فليست مهمة تفسير العالم وفهمه هي المطلوبة فقط بل تغييره ..ومقتل العلوم التي لا تقدم جديدا أنها تقف عند التفسير ولا تعمل على التغيير نحو الأفضل …
ترى الديوب أن ثنائية العلم والأدب تكتمل بحدس الفيزيائي والأديب والحدس أعلى درجات العقل وللثقافة مكانتها في مواجهة الثقافة العلمية ..تضفي روحا عليها وثمة قيمة علمية للفكر تضاف إلى قيمته الأدبية.
ويمكن الحديث عن تضافر وتكامل العلوم أيضا من خلال الإشارة إلى ما ابتدعه الشعراء من تراسل الحواس وتداخلها وهذا نجده في قول بشار بن برد ..يا قوم أذني لبعض الحي عاشقة والأذن تعشق قبل العين أحيانا..
ومثيله في المذهب الرمزي عند بودلير ومالارميه والشعراء الإبداعيين ولاسيما جيران خليل جبران .
سيرياهوم نيوز 6 – الثورة