آخر الأخبار
الرئيسية » يومياً ... 100% » العمال محبطون من جرأة ممثليهم الرسميين!!

العمال محبطون من جرأة ممثليهم الرسميين!!

| علي عبود

 

لم يمر عيد حزين جدا على العمال مثل يوم 1/5/2023 على مر تاريخ أعياد العمال في العقد الأخير من الزمن ، دون أن يسمعوا كلمة واحدة من ممثليهم بانفراج قريب جدا يرمم جزءاً من أوضاعهم المعيشية المتردية إلى حد أن دخلهم بات يقاس بما يشتريه من فلافل وليس من لحوم حمراء، كما كان حالهم في الأعوام الماضية التي أمست من الزمن الجميل!

وفي اليوم الذي كرّمت جهات نقابية ورسمية عدداً كبيراً من العمال لفظيا أو رمزيا، لم يتردد التجار برفع الأسعار حتى في عيد العمال، فكيلو لحمة الغنم ارتفع إلى 120 ألف وكيلو الشاورما إلى 70 ألف وشرحات الدجاج 52 ألف، وكيلو الجوانح ، نعم الجوانح إلى 25 ألف، والبيضة إلى الف ليرة، وسندويشة الشاورما 11 ألف وفروج البروستد الذي كان بالنسبة إلى ملايين الأسر السورية “تمشيةحال” إلى 75 ألف ليرة!!

وهذا الواقع المأساوي وغير المسبوق للأوضاع المعيشية لملايين العاملين بأجر، ليس له من حلول لدى نقابتهم لا في الأمد المنظور ولا البعيد جدا!!

نعم، سمع ملايين العمال كلاما ولا أجمل، وفي منتهى الجرأة من ممثليهم المدافعين عن حقوقهم، وخاصة حق الحصول على راتب يؤمن الحد الأدني لمتطلبات المعيشة اليومية، وفق ماورد في الدستور بنص واضح ومباشر لايحتمل أي تفسير أو تأويل مناقض لحقوق العاملين بأجر.

من الكلام الجميل والجريئ جدا والشجاع جدا جدا الذي ورد على لسان رئيس اتحاد نقابات العمال: الراتب لايكفي ليوم واحد!

والسؤال: ماذا بعد هذا الكلام الذي وصفه البعض بالشجاع والجريئ؟

هو فعلا جريئ ليس لأنه كشف جديد، فهو متداول في الإعلام منذ أكثر من عام، وإنما هو جريئ لأنه أتى من أعلى منصب نقابي، فمن قاله قادر على ترجمته إلى فعل. . فهل سيفعلها في القادم من الأيام؟

وبصراحة، فإن دور التنظيم النقابي لم يعد مهما في مجالات كثيرة كالمطالبة بتحقيق إصلاح إداري فعال وبزيادة الإنتاج وتثبيت العمال المؤقتين، وتفعيل المكاسب المعطلة للعمال، والإعتمادات على الكفاءات والخبرات ، وارتفاع الأسعار..الخ، فكلها مطالب لاجدوى منها طالما الأجور هزيلة جدا تنال من كرامة ملايين العمال.

وبما أن رئيس الإتحاد أعلن بشجاعة وبجرأة : نظام الرواتب والأجور بحاجة لتعديل جذري، فهل نتوقع أن التنظيم النقابي سيضع خطة تحرك من شأنها الضغط على الحكومة لتعديل الرواتب والأجور حسب النص الدستوري الذي اكد على منح العامل أجرا يكفي لمتغيرات الحياة المعيشية؟

نعم، لقد رفع التنظيم الكثير من الكتب والمذكرات لرئاسة مجلس الوزراء، وقدم مئات المداخلات في الإجتماعات الرسمية مع الحكومة وفي الندوات والمؤتمرات العامة، والتي طالبت جميعها بزيادة القدرة الشرائية لملايين العاملين بأجر، ومع ذلك كانت النتائج مخيبة ومحبطة، فالأوضاع المعيشية تردت أكثر  فأكثر إلى أن وصل الوضع بان الراتب لم يعد يكفي أكثر من يوم واحد فقط، دون أن تكشف الحكومة عن حل واحد لهذا الواقع المأساوي.

والسؤال: هل سيستمر التنظيم العمالي بمطالبات لم تجلب للعمال سوى الإحباط وانعدام الأمل بأي تحسن مرتقب لأوضاعهم المعيشية.. أم قرّر مواجهة الحكومة بسلسلة من الضغوط المتدرجة كما يفعل معها التجار والصناعيون؟

من الملفت، بل والمثير لغضب العمال أن غرف التجارة والصناعة غير راضية عن الحكومة على الرغم من استجابتها لمطالبهم ولو تدريجييا، في حين مطالب تنظيمهم النقابي مصيرها الإهمال التام، فإلى متى يستمر هذا الحال؟!

نعم، نتفق تماما مع رئيس اتحاد نقابات العمال“إن الحد الأدنى للرواتب لا يكفي ليوم واحد ونظام الرواتب والأجور يحتاج لتعديل جذري فأي زيادة للرواتب لم تعد كافية”، والسؤال: كيف سيترجم التنظيم القول إلى فعل دون آليات فعالة أو ضغط ملموس على الحكومة التي تتذرع عبر وزير ماليتها دائما بأن الموارد المتاحة لاتسمح بزيادة فعلية للرواتب والأجور؟!!

الخلاصة: مامن مغيث للعمال سوى تنظيمهم النقابي وهم فعليا محبطون من جرأة ممثليهم سواء في المناسبات والأعياد والمؤتمرات، أم في مداخلات ممثليهم في مجلس الشعب والمجالس المحلية وصفحات الفيس..طالما هذه الجرأة مهما علت نبرتها لم تتحول إلى فعل ملموس ينعكس بزيادة قدرتهم الشرائية، فهل سيفعلها التنظيم في القادم من الأيام وفق الكلام الشجاع والجريئ لنقيبهم في عيدهم السنوي الأخير؟

(سيرياهوم نيوز3-خاص)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

3 قِيَم لوحدة وتماسك الوطن

    م.مكرم عبيد     بين الحرية والديمقراطية والمساواة في الوطن ارتباط متبادل ووثيق يعكس القيم الأساسية التي تسعى المجتمعات لتحقيقها.   1. الحرية:تعبر ...