آخر الأخبار
الرئيسية » إقتصاد و صناعة » العملاقين الإقتصاديين (الصين والهند)بين الفتنة الأمريكية والعقلانية الروسية ؟!.

العملاقين الإقتصاديين (الصين والهند)بين الفتنة الأمريكية والعقلانية الروسية ؟!.

أ.د: حيان أحمد سلمان  2020/09/6

يحبس العالم أنفاسه على إيقاع الصراع بين العملاقين الاقتصاديين الآسيويين الكبيرين ( الصين والهند ) أو صراع ( التنين والفيل ) ،وتطل الفتنة الأمريكية برأسها فإذا وقعت لا سمح الله عجز العقلاء عن إيقافها وزاد السفهاء من تأجيجها وتوسيع مداها ، والدور الأمريكي في هذه الفتنة واضح انطلاقاً من المصالح الأمريكية ، سواء كان من جهة تحجيم أو توقيف الانطلاقة الاقتصادية الصينية و توقيف النشاط الاستثماري الهندي وأقصر الطرق لتحقيق الهدف الأمريكي هو زيادة المشكلات الحدودية البالغة /3400/ كم بين البلدين ، واقتصادياً حصر نشاط كل منهما داخل حدودهما، فالهند مساحتها أكثر من /3/ ملايين كيلو م2 وسكانها /1،3/ مليار نسمة، بينما الصين مساحتها /9،6/ ملايين كم2 وعدد سكانها حوالي /1,5/ مليار نسمة ، أي إن عدد سكانهما هو /2،8/ مليار نسمة تشكل من عدد سكان العالم البالغ /7،8/ مليارات حوالي /36%/ ،ويضاف إلى هذا أنهما تعتبران صاحبتَي أكبر معدل نمو اقتصادي في العالم وهما من الدول الرائدة عالمياً من ناحية قيمة ناتجهما الإجمالي ، وتجاوز التبادل التجاري بينهما أكثر من /100/ مليار دولار و قيمة الاستثمارات الصينية في الهند تتجاوز /30/ مليار دولار ، والهند دولة محورية لتنفيذ المبادرة الصينية الاقتصادية العملاقة ( الحزام والطريق ) ، ولكن السؤال: هل تنجح أمريكا في إثارة الصراع بينهما بحجة الخلاف حول الحدود وخاصة ( جبال هيملايا ) الاستراتيجية الفاصلة بينهما ، وعندها يتحول الصراع الجيوسياسي إلى صراع عسكري لدولتين نوويتين كبيرتين وقوتين صاعدتين، ما يذكر بالحربين العالميتين الأولى والثانية ، أم سيكون لمنظمة شنغهاي الآسيوية ولا سيما روسيا دور كبير في تهدئة التوتر بينهما ، وخاصة أن من أهم أهداف منظمة شنغهاي حل الخلافات الدولية بالطرق السلمية ، وتجسد هذا عملياً منذ تأسيس المنظمة بتاريخ 15/6/2001 ، وتضم منظمة شنغهاي ثمانية دول وهي ( الصين – روسيا – كازاخستان – قيرغيزستان – طاجاكستان – أوزبكستان – الهند – باكستان ) وكلها تعاني من العقوبات الاقتصادية الأمريكية ، ويزداد التخوف الأمريكي يوماً بعد يوم من هذه المنظمة الدولية التي تعتبر الأكبر في العالم ، حيث تغطي ثلاثة أخماس أي (3/5)من القارة الآسيوية وما يعادل نصف أي /50%/ من سكان العالم، واتفقت دولها على اعتماد العملات المحلية والوطنية في التعاملات الاقتصادية والتجارية لدول المنظمة والتقليل من الاعتماد على الدولار الأمريكي وهذا يعني عملياً بداية انتهاء الهيمنة الأمريكية الدولية، وكمثال عملي على ذلك اتفقت الهند مع إيران على شراء النفط الإيراني بالروبية الهندية وكذلك بين روسيا والصين والهند وإيران و تطرح الصين حالياً عملتها الإلكترونية ( اليوان الإلكتروني ) كعملة دولية ، كما تم تفعيل المناورات العسكرية بين دول المنظمة مثل مناورات الهند مع روسيا والصين وإيران سنة /2020/ ، وقناعتنا أن منظمة شنغهاي بشكل عام وروسيا بشكل خاص قادرة على إنهاء التوتر بين البلدين العملاقين ، وبدأت تظهر معالم ذلك بعد الاجتماع السنوي لوزراء دفاع دول المنظمة في روسيا بتاريخ 2/9/2020 و ستنجح روسيا في تقريب وجهات النظر وكشف معالم ومرتكزات المؤامرة الأمريكية للفتنة بين البلدين ، وسيؤدي هذا إلى قوة روسيا وتراجع الدور الأمريكي على الساحة العالمية، ليس فقط في قارة آسيا بل مع حليفتها القارة الأوربية التي بدأ بعض قادتها يعبرون عن قلقهم من توسع التعامل بالدولار بدل اليورو كما صرح الرئيس الفرنسي ( إيمانويل ماكرون ) سنة /2018 / بقوله: ” إن الشركات والكيانات الأوروبية تعتمد بشكل كبير على العملة الأمريكية، وهذه مسألة سيادة لنا ، ولهذا السبب أردنا أن نعمل عن كثب مع مؤسساتنا المالية و على المستويات الأوروبية ومع جميع الشركاء، من أجل بناء القدرة على أن نكون أقل اعتماداً على الدولار” ، وكل هذا يؤكد على أن الفتنة الأمريكية ستواجه بالعقلانية الروسية والدور الأمريكي يتراجع عالمياً ونرجو أن نرى ذلك قريباً في منطقتنا وبلدنا الغالية سورية .

(سيرياهوم نيوز-تشرين)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

السبت القادم… ورشة عمل حول واقع سوق التمويل للمشروعات متناهية الصغر والصغيرة وآفاق تطويرها

يقيم مصرف سورية المركزي بالتعاون مع وزارة الاقتصاد والتجارة الخارجية، ورشة عمل حول واقع سوق التمويل للمشروعات متناهية الصغر والصغيرة وآفاق تطويرها بعنوان: “نحو إطار تمويلي ...