آخر الأخبار
الرئيسية » مجتمع » العمل بعد التقاعد ضرورة أم اختيار.. خبير تنمية بشرية: هدفه ليس مادياً فالعمل يصنع قيمة للإنسان ويزيد من ثقته

العمل بعد التقاعد ضرورة أم اختيار.. خبير تنمية بشرية: هدفه ليس مادياً فالعمل يصنع قيمة للإنسان ويزيد من ثقته

التقاعد يعني الابتعاد عن الحياة المهنية والأعمال المتعبة وبداية مرحلة من الراحة لكن بالنسبة إلى الكثيرين هي استمرار لمسيرة أخرى من العمل سواء لتأمين مستلزمات الحياة أو من أجل عدم الاستسلام لحالة من اليأس تنتاب المتقاعد وتدخله في اكتئاب مزمن، لكن فئة ممن تقاعدوا لا يعني لهم سن التقاعد الراحة أو المكوث في البيت، وذلك بخيارهم لمواصلة مسيرة العمل لسنوات أخرى في مهن مختلفة لمواجهة أعباء الحياة والتكاليف المتزايدة للعائلة.

وبات العمل بعد سن الستين ظاهرة منتشرة لدى الجميع فغالباً ما يمتهن المتقاعدون بعض الأعمال التجارية أو الحرف أو المهن مثل قيادة سيارات الأجرة وغيرها رغم أنهم لم يكونوا يعملون بها في شبابهم وهي بعيدة عن مجال اختصاصهم.

حالات

تقول وفاء (موظفة متقاعدة حديثاً) من الصعب التعايش مع اضطراب حقيقي يحدث عند الانتقال إلى التقاعد، والأكثر من ذلك أنّ العلاقات الاجتماعية قد تتوقف في بعض الأحيان لدى بعض المتقاعدين الذين يصابون بنوع من الكآبة، فالتقاعد ليس تجربة سهلة بالنسبة للكثيرين؛ ففقدان العمل، والخوف من الشيخوخة، هذه كلها أحاسيس تجعل عادات المتقاعدين تنقلب رأساً على عقب وخشية المتقاعد من فقدان مكانته الاجتماعية.

وبحسب أبو فارس (موظف متقاعد) فإنّ العديد من المتقاعدين يضطرون للعمل مجدداً بدلاً من الراحة بعد تعب سنين من أجل إعالة أبناء مازالوا يدرسون أو تخرجوا ولم يجدوا عملاً، فيصبح من الضروري عليهم البحث عن عمل جديد لينتقلوا من عبء السنين والكبر إلى تحمّل أعباء أخرى والبحث عن طريقة جديدة لتحصيل القوت.

إبراهيم هو الآخر بعد أن أمضى أكثر من 30 سنة كموظف حكومي يقضي فيه غالبية نهاره، بات يجوب يومياً أغلب شوارع العاصمة بسيارة الأجرة منذ خمس سنوات بعد إحالته إلى التقاعد حتى أصبح أكثر قرباً من الناس. مشيراً إلى أنّه اتخذ قراراً قبل سنوات من إحالته إلى التقاعد لاقتناء سيارة تاكسي، موضحاً أن حاجته للمال وللابتعاد عن الاكتئاب دفعاه إلى التفكير في العمل بعد التقاعد نظرًا لضعف راتبه فيما أغلب أبنائه مازالوا يدرسون بالجامعات.

العمل ضرورة
خبير التنمية البشرية محمد لبابيدي يرى من وجهة نظر علم التنمية البشرية أنه لا يوجد اعتزال للأعمال والنشاطات في الحياة إلّا عندما يموت الإنسان، التقاعد من الوظيفة أو من قطاع معين سواء عام أو خاص يعني الانتقال من عمل إلى آفاق جديدة وأعمال تناسب المرحلة العمرية والحالة الصحية والفكرية للمتقاعد؛ فمن الضروري جداً أن يستمر الإنسان بالعمل ليشعر بكيانه وبدوره في الحياة أنه لازال مستمراً في العمل.

وبحسب لبابيدي فإنّ العمل بعد سن التقاعد ليس فقط من أجل الدخل فقط؛ وذلك لأن العمل يصنع قيمة للإنسان ويعطيه الثقة بأن المجتمع مازال بحاجته ويقّدر ما لديه من خبرة وحكمة من خلال عمله الدؤوب خلال سني حياته، مضيفاً: فمثلاً لاعب كرة القدم عندما يصل إلى عمر لا يسمح له باللعب ممكن أن يصبح مدرباً أو محللاً رياضياً؛ هذا دليل على أن الإنسان مستمر حتى آخر لحظة في حياته.

وختم لبابيدي حديثه قائلاً: التقاعد المتعارف عليه هو انتهاء عمل كان يوافق المرحلة العمرية للمتقاعدين وأصبح الآن لا يوافق هذه المرحلة فينتقل إلى عمل آخر يوافق ما وصل له من العمر والحالة الفكرية والصحية.

 

 

 

سيرياهوم نيوز 2_تشرين

x

‎قد يُعجبك أيضاً

مشانق «الفيس بوك»

    بقلم:عبد الفتاح العوض   سأغرد خارج سرب الفيس بوك.. تحول «الفيس بوك» خلال الفترة السابقة إلى «محاكم» تفتيش وتعليق مشانق اجتماعية. في بداية ...