آخر الأخبار
الرئيسية » ثقافة وفن » «العمل قيمة وطنية وأخلاقية» لقاء يحاكي الواقع السوري … عمل بلا وعي لا يوصلنا إلى الانتصار المنشود على اليأس

«العمل قيمة وطنية وأخلاقية» لقاء يحاكي الواقع السوري … عمل بلا وعي لا يوصلنا إلى الانتصار المنشود على اليأس

| سوسن صيداوي – تصوير طارق السعدوني

الأربعاء, 26-05-2021

برعاية وزيرة الثقافة لبانة مشوح وبحضور المعاونين، ثناء الشو وتوفيق الإمام، أقيم في مكتبة الأسد بدمشق، ندوة فكرية بعنوان «العمل قيمة وطنية وأخلاقية»، قام بإدارتها الدكتور جهاد بكفلوني، وتحدث فيها كل من فضيلة الشيخ الدكتور سامي قباني نائب رئيس فرع الفتح الإسلامي في جامعة بلاد الشام، والدكتور حسين جمعة الأستاذ في جامعة دمشق، عن أهمية العمل الجاد والصادق وبضرورته متلازماً مع الأمل من أجل تحقيق الإعمار السوري الذي أصبح ضرورة ملحة من بعد سنوات الحرب الطاحنة.

أمة تهدر الوقت والجهد

بداية تحدث بحزن شديد الدكتور حسين جمعة عن عادتنا نحن العرب بهدر الوقت وكيف لا نتعامل بحياتنا مع أهميته، قائلاً: «إننا نحن أمة وللأسف لا تعمل وليس لديها قيمة للوقت، هذا عدا أنه من واجبنا المهم الذي لا يمكن التغاضي عنه أبداً العمل الجاد على أن نقوم ببناء الإنسان من خلال الحرص على الوقت وعدم إزهاقه، بالتزامن مع الأمل، هنا أرجع لمقولة علي كرم الله وجهه (لولا الأمل لبطل العمل)، وأتوقف عندها كثيراً، لأنه عندما يعمل الإنسان فهو ينطلق من واقعه، وبالتالي في هذه المرحلة سندرك أن واقعنا لا يناسبنا، ومن هنا أتى شعار الرئيس الدكتور بشار الأسد( الأمل بالعمل) في مرحلة الاستحقاق الرئاسي، والتي ما هي إلا ضرورة لاستيعاب الواقع. فنحن نحتاج الأمل بدلاً من اليأس، وعلينا أن نتمسك بالتفاؤل حتى لا يصيبنا القنوط أو الحزن، وخصوصا أننا نحن أمة لا تيئس، والشعب قادر على الحفاظ على عجلة الإنتاج المتنوعة، كي نعمّر الوطن. وبالتالي الخلاص والنهوض لا يكون إلا مقدساً لذاته، ويجب أن نكون مسؤولين عن بعضنا، وأيضا يجب أن أشير إلى أهمية العمل بثبات، حيث لولا ثبات شعبنا وثبات جيشنا، لما وصلنا إلى يومنا هذا».
كما تحدث د.جمعة عن خصائص العمل المطلوب في مرحلتنا الراهنة، كاشفاً على أنّ عمل بلا وعي لا يوصلنا إلى الانتصار المنشود على اليأس، والمحقق للأمان الاجتماعي والمعرفي، والذي منه تأتي النتائج بتقديس هويتنا التي تمسّكنا بها. متابعاً: «بالعمل نحن نقدّر ذواتنا ولا نقدّم أيّ تنازل عن هويتنا، وبالتالي يأتي الإنتاج بكل أنواعه، مجسداً لكرامة وسعادة الإنسان السوري المدرك للمعنى الحقيقي للأمل بالعمل، في مواجهة الفساد والأمور السطحية وإنتاج معارف علمية صحيحة، فممكن أن يكون الإنسان سارقاً ومرتشياً، ولكن يجب ألا يكون غبياً، وأذكركم بمقولة جبران( ويل لأمة لا تلبس مما تغزل ولا تأكل مما تزرع)، لأختم هنا بأن قيمة الإنسان بأمله وعمله، بأن يكون منضبطاً من أجل سيادة نفسه ووطنه، وعليه أن يرى أنّ الربح يعود إليه أولاً، ما يوجب على القائمين تحقيق عيشاً مكتفياً له. إذاً لم يسيئ لكرامة الأوطان كما أساء المنافق، ومازال هو أشد من العدو، لكونه محتالاً ومتهرباً ويغش في عمله، ويستغل المهنة لمآرب خاصة به، وللأسف أمثاله كثيرون، وبالتالي نحن بحاجة إلى بناء روح الصدق والتضحية لحساب الجماعة لدى الإنسان، وأشدد على أننا أمة تهدر الوقت بأشكال كثيرة، ونهدر المال أيضاً، ولو وضعنا المال والجهد في موضعهما، لرجعت سورية الأم الأولى بحضارتها الإنسانية».

قيمة العمل دينياً وأخلاقياً

من جانبه فضيلة الشيخ الدكتور سامي قباني تحدث عن أهمية العمل وضرورته في حياة الإنسان منذ بدء الخليقة، وكيف أنّ الأنبياء رغم رسالتهم السماوية التي خصّهم بها الله، إلا أنهم كانوا يقومون بمهنهم بكل جدّ ومثابرة، قائلاً: «نتحدث عن موضوع العمل من الناحية الدينية، فالأنبياء عليهم الصلاة والسلام، كانت لهم مهمة الرسالة المبعوثة من السماء، لهداية الخلق وتعليمهم حسن التعامل بعضهم مع بعضٍ، ولكن هذه الرسالة الإلهية بأهمية العمل، فسيدنا آدم كان يعمل بالزراعة وسيدنا نوح كان نجاراً، وأيضاً سيدنا زكريا، وسيدنا إدريس كان خياطاً.. إلخ. وغايتي من هذه الأمثلة كي نعرف بأنّ للأنبياء كان لهم مهن، وثانياً أنه على الإنسان أّن يسير بجناحين، الأول هو العمل والثاني هو الأخلاق، والله في آياته شجعنا على العمل وضرورته في الحياة على اعتبار للعمل قيمة كبيرة.

أما في الجانب الحياتيّ، فعلينا الانتباه لموضوع الوقت، فحياتنا ما هي إلا أيام معدودات، وبمضيها تنتهي، ونحن اليوم على مشارف الاستحقاق الرئاسي وبعده ينتظرنا إعمار سورية، وإعمار الإنسان، والإعمار الاقتصادي، وللأسف بوجود شعب-بالعموم- كسول ومرتاح، لا يُبنى الوطن، فلقد امتاز عنا أهل الغرب بهذه الناحية بالذات، حيث بنوا مدَنيتهم بساعات العمل الجدية والنظام الذي لا يمكن التهرب منه، إضافة للتخطيط للمستقبل، هذه الأمور الثلاثة نحن بحاجة إليها هنا في سورية، ولا يمكن تحقيقها بداية إلا ببناء الإنسان، وبالتالي علينا أن نبتعد عن العجز ونتجاوز المثبّطين للهمم، ولكن لا يمكن أن نأتي ونذهب من الحياة من دون أيّ بصمة، فهذه المرحلة الجديدة تقتضي منا أن نعمل في بناء الوطن، بأخذ قرار مهم في بناء الوطن أو الأمة».

وختم سماحة الشيخ قباني قائلاً: «إنّ الشعب السوري ليس أقل جدية في العمل الصبر من الشعوب المتطورة، والدليل صبره عن كل ما مرّ به في السنوات العشر السابقة، ولكن يجب ألا نقف عند التغني، بل علينا أن نعمل ونخطط بصدق وبجدية، فنحن بحاجة لكل ساعد سوري من أجل بناء سوريتنا الوطن. واليوم كل واحد من السوريين يطلب منه الكثير، فمثلاً ألمانيا واليابان عادتا بعد الحروب أقوى من السابق، وهل السوريون المعتزين بأرضهم وبمبادئهم وعقيدتهم لا يمكنهم تجاوز المحنة والقيام بالإعمار؟ وأختم نحن نجتمع في هذا الوقت الاستثنائي، ليس فقط للدعوة للانتخاب وهو حق، بل نتكلم عن مستقبل سورية والعمل الذي هو قيمة دينية وطنية وأخلاقية، ونتكلم عن الأمل في القادم الواعد».

(سيرياهوم نيوز-الوطن)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

المؤسسة العامة للسينما تعيد تأهيل صالات الكندي

تماشياً مع رغبة المؤسسة العامة للسينما في تقديم أفضل ما يمكن من أساليب العمل السينمائي، وتأكيداً لضرورة تأمين حالة عرض متقدمة ومتميزة لجمهورها، فإنها عملت ...