تحدّث قائد القوة البحرية في حرس الثورة، العميد علي رضا تنغسيري، خلال مقابلة تلفزيونية، عن العملية الأخيرة للقوات البحرية في حرس الثورة في مقابل البحرية الأميركية التي حاولت قرصنة حاملة النفط الإيرانية.
وقال تنغسيري، في ردِّ على مزاعم واشنطن، والتي مفادها أن قواتها البحرية كانت تقوم فقط بـ”المراقبة”، خلال عملية توقيف حاملة النفط”، إن “الصواريخ وقاذفات الصواريخ عند السواحل كانت جاهزة، إذا ما صدر عن الأميركيين أيُّ حركة خاطئة، حتى نواجههم. وفي النهاية، أُجبروا على الانكفاء إلى المياه الدولية”.
وأضاف “أن حاملة النفط التي أوقفناها تعود ملكيتها إلى إيران، وصدرت عنها مخالفة، والأميركيون كانوا خلف هذا الأمر، وكانوا يراقبونها ويرصدونها عن بُعد، ولم يسمحوا لأحد بالاقتراب منها”.
وقال إن “القوة الخاصة في بحرية حرس الثورة قامت بإنزال من المروحية،في المكان الذي كان يجب فيه أن نبدأ العملية، وتم هناك الاتصال على نحو مباشر بالحاملة، وأصبحت إدارة الدفة بين أيدي قواتنا”.
وعن المراقبة والرصد الأميركيَّين، أظهر اللواء تنغسيري أن “الأميركيين كانوا يراقبون عن بُعد، من خلال طائرة استطلاع مُسيّرة، ثم أرسلوا مدمرتين مباشرةً، هما القطعتان الـ 112 والـ 68، التابعتان للبحرية الأميركية، وجاءوا إلى منطقة العملية وأخذوا الوضعية القتالية. نحن أنذرنا هاتين القطعتين، لكنهما لم تهتمّا بهذا الإنذار كما يجب، فانطلقت قطعنا البحرية نحو الفرقاطتين المدمرتين، وأصبحت طرّادتنا البحرية على بعد 20 متراً منهما، وتمركزت هناك، فتسمّرت المدمرتان في مكانيهما”.
وأضاف أن القطعتين الأميركيتين أتتا لـ”تحرير” حاملة النفط بعد سيطرة قواتنا عليها، “لكن الجنود الأميركيين الموجودين فيهما رأوا أنهم لن يستطيعوا، من خلال قطعتين، إكمال مسعاهم، فطلبوا المساندة. وفي المحصّلة، أصبحت هناك خمس قطع بحرية تحاول استعادة حاملة النفط من قواتنا، فأضفنا ست قطع بحرية إلى المنطقة”.
وفي جوابه عن سؤال: لماذا كانت القطع المواجهة للمدمرتين الأميركيتين من الحجم الصغير، أكد “أننا أردنا أن نقول لهم إن قوتكم لا تقاس بالعدد أو الحجم، وإذا حاولتم أن تقوموا بأي حماقة وتطلقوا النار في اتجاهنا، فسترون، في الوقت نفسه، صواريخنا وقاذفاتنا أمامكم”.
وأضاف “لقد عرفوا أنهم أصبحوا تحت سيطرتنا، وعلموا بأنهم إذا اقتربوا أكثر من حاملة النفط فإننا جديون في مواجهتهم، وصواريخنا وقاذفاتنا كانت جاهزة عند الساحل. وإذا قاموا بأي حماقة، فإننا كنا سنواجههم. وفي النهاية، أُجبروا على الانكفاء، والرجوع إلى المياه الدولية”.
وفي جوابه عن مزاعم الأميركيين بشأن أن الرواية الإيرانية غير صحيحة، وأن القطع البحرية الأميركية لم تتدخل في الواقعة، قال إن “هذه كذبة كبيرة، هؤلاء إذا أرادوا أن يكونوا فقط “مراقبين”، فإن طائرات استطلاعهم كانت في الجو، وقطعاتهم ترصد عن بعد، ولم يكونوا في حاجة إلى اتخاذ الوضعية القتالية، ولا إلى أن تحلق طوافاتهم في المكان. لو كانوا فعلاً مراقبين، فلماذا طلبوا المساندة؟ جلبوا خمس قطع بحرية وأخذوا الوضعية القتالية. هل يعني هذا أنهم كانوا مراقبين؟ لماذا يتحدثون كالأطفال؟ يجب أن يتحدثوا بنضج أكثر، وأن يروا المشهد، وأن يعترفوا بأنهم خابوا”.
وعند سؤاله عما إذا ما كان الإيرانيون قلقين من أن تتطور الأمور إلى مواجهة مع أميركا، تساءل: “هل علينا أن نقبل الاعتداء؟ عندما يأتي العدو ويعتدي علينا، ويحاول خطف حاملة نفط تابعة لنا، فكيف سنرفع رؤوسنا أمام الشعب الإيراني، وخصوصاً أننا نعمل وفق شعار قوات الجمهورية الإسلامية المسلحة؟”.
وأكد تنغسيري أن “المحيطات والبحار لم تعد حديقة أميركا الخلفية”. وأضاف “أننا نضيف إلى علومنا العسكرية يوماً بعد يوم، ونزيد أعداد تجهيزاتنا العسكرية وصواريخنا، ونجهز أنفسنا أمام أي تهديد، حتى إذا هاجمتنا زوارق العدو ومدمراته جعلناها حطاماً تحت الماء”.
واختتم تنغسيري كلامه، مؤكداً تعاون القوات البحرية في حرس الثورة والجيش الإيراني، وقال إن “إخواني في القوات البحرية للجيش المقتدر الإيراني، لديهم أيضاً الشجاعة ذاتها. ونحن اليوم يجمعنا معاً ارتباط قلبي وارتباط روحي”.
(سيرياهوم نيوز-الميادين)