سعاد سليمان
مجموعة نساء تجلسن مجتمعات , أو متفرقات على أرصفة وسط المدينة تبعن علب محارم بأسعار مضاعفة مع جملة ترددنها بوقار لكل عابر سبيل يقترب منهن : رمضان كريم !!
رجل النفايات المعروف في مدينة طرطوس الذي يفترش الرصيف دوما لا يطلب من مال الله .. اليوم تسمعه إذا مررت به , وبصوت واضح يخرج من كومة القذارة المرمية على رصيف .. يقولها : من مال الله .
في سوق هنانو وسط طرطوس .. بدأ الازدحام البشري , وكان الشارع شبه خال من زواره خلال الأيام الماضية .. حيث تغلق المحلات كلها حتى محلات الأكل والحلويات من السادسة مساء قبل موعد الافطار , وحتى اليوم التالي ..
من يمر في السوق لا يتوقع أن أحدا سيشتري ملابس للعيد نظرا لظروف البلاد والعباد ..
لكن , ومن خلال جولة .. ترى الازدحام شديدا , ومعظم الزوار من النساء , والأولاد , والشباب ..
إذا نحن في نعيم !!
الغلاء العجيب لم يوقف الفرح القادم مع ” العيد السعيد ” كما درجنا على تسميته ..
فإذا كانت البلوزة القطن ب95 ألف ليرة سورية , والبنطال أكثر قليلا , وأسوأ حذاء بخمسين ألف !!!
كيف يمكن لرب أسرة أن يشتري لأولاده ملابس العيد , وهو بالكاد يؤمن لقمة عيشهم اليومية ؟!
موظف يؤكد أنه استطاع الحصول على قرض لشراء ” العيد السعيد ” لأولاده ..
لكن وبزيارة للأسواق ترى الازدحام يفوق الوصف .
سيدة تؤكد أن العيد بوجود الطعام , وأن الملابس اليوم أصعب من أن تشتريها من البالة .. وتضيف توقفت الأحلام , والمشاريع .
فيما مضى .. كان الدخول إلى محل بائع اللحوم مزعج من شدة الازدحام .. فالبيع وافر , والبضاعة مطلوبة , ومرغوبة ..
اليوم يبتسم لك البائع , وأنت تدخل محله غير طامع , ولا مستبد .. قليل من اللحم يحيي قلب الطبخة .. إذ ترى رجلا يطلب ربع وقية أو نصفها بثقة , وكبرياء !!
” عيد سعيد ” لمن يقدر أن يبتسم , وهو لا يملك ما يجعل من حوله سعيدا إلا بالكلمة الطيبة ..
فالحلويات , واللحوم , واللباس الجديد باتت كماليات لا تغني عن جوع , ودحرها واجب حتى إشعار آخر .
(سيرياهوم نيوز٢٣-٤-٢٠٢٢)