تحدثت الغارديان في افتتاحيتها عن الوضع في السودان وهدنة وقف إطلاق النار بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني، وقالت إن هناك خوفا شديدا مما هو قادم، خاصة أن وقف القتال لمدة 72 ساعة لن يعني حدوث أي تحسن دائم في السودان بعيدًا عن احتمال حدوث تحسن دائم، وسيعود العنف مجددا وقد يكون أسوأ.
وحذرت الصحيفة من أن عمليات الإجلاء من العاصمة الخرطوم ومدن أخرى وإبعاد الرعايا الأجانب ستؤدي إلى قتال عنيف مع القليل من الاهتمام الدولي. يبدو أنهم يرون هذا على أنه قتال حتى النهاية.
وزاد القلق في بريطانيا خاصة من أداء وزير الخارجية الذي قرر مغادرة الدبلوماسيين أولا وترك رعايا بريطانيين هناك، وكان التواصل معهم ضعيفا وتأخرت رحلات إجلائهم.
لكن القضية الأكثر إلحاحا هي ما سيحدث للمدنيين السودانيين. مئات الآلاف يتكدسون على الحدود، مع تقارير تفيد بالانتظار لمدة تصل إلى ثلاثة أيام للعبور إلى مصر، دون طعام أو ماء أو إمدادات طبية. ويقول آخرون إن السعودية تعطي الأولوية للمواطنين الأجانب لركوب سفن الإجلاء.
وهناك الكثير من المواطنين يواجهون احتمالية اشتداد القتال، مع تناقص مخزون الغذاء وعدم وجود خدمات أساسية في الأماكن التي توقفت فيها الخدمات الطبية بشكل أساسي.
وانتقدت الصحيفة تجاهل طرفي الصراع القاتل للمدنيين، حيث تتعرض المستشفيات والمنازل للهجوم. وحذرت منظمة الصحة العالمية من “خطر بيولوجي كبير” بعد أن احتل المقاتلون مختبرا للصحة العامة وطردوا العاملين فيه. كما تم إطلاق سراح سجناء، منهم سياسي سابق مطلوب في جرائم مزعومة ضد الإنسانية، مما زاد المخاوف من انقسام الصراع واتساعه.
وتقول الصحيفة إنه من الضروري أن يحصل أولئك الذين يحاولون الفرار على ممر آمن وملاذ آمن. ويجب على المجتمع الدولي الضغط على مصر وغيرها لتخفيف قيود التأشيرة وتسريع العبور، وكذلك مساعدة البلدان المضيفة على توفير الدعم اللازم عند الوصول.
لكنها حذرت في الوقت ذاته من أن الدول الفقيرة والهشة لا تستطيع إدارة هذا بمفردها. وتوقع قيامها بذلك سيزيد من مخاطر هذا العنف الذي يزعزع استقرار المنطقة الأوسع ويعرض الكثيرين للخطر. (بي بي سي)
سيرياهوم نيوز 4_راي اليوم