بدأت تداعيات الأزمة الأوكرانية والعقوبات الاقتصادية المفروضة بحجتها على روسيا التأثير بشكل مباشر على البريطانيين الذين يرزحون تحت ضغوط متزايدة من ارتفاع الأسعار والتضخم وسط تحذيرات الخبراء من استمرار الضائقة المالية لسنوات طويلة.
اقتصاديون بريطانيون رجحوا وفق ما ذكرت صحيفة الغارديان أن تزداد الضغوط الاقتصادية والمالية أكثر مما هو متوقع وعلى مدى سنوات وليس شهوراً مع استمرار الأزمة في أوكرانيا والتداعيات الناتجة عن العقوبات الغربية على موسكو إضافة إلى أسباب أخرى بما فيها جائحة كورونا وعملية بريكست التي انسحبت بموجبها لندن من عضوية الاتحاد الأوروبي.
مسؤول بنك إنكلترا المركزي مايكل ساندرز أكد أن التضخم الذي تشهده بريطانيا “مرتفع على نحو غير مريح” مشيراً إلى أن “العائلات البريطانية تعاني ضغوطا كبيرة جراء ارتفاع أسعار الطاقة والغذاء والوقود”.
ساندرز حذر من أن التضخم المرتفع قد يطول أكثر مما هو متوقع وأن أسعار الوقود قد تزداد أكثر لتشكل أعباء غير محمولة ولا سيما بالنسبة لأصحاب الدخل القليل في بريطانيا.
توقعات ساندرز المتشائمة جاءت مماثلة لتوقعات أندي هالدين كبير الاقتصاديين السابق في بنك إنكلترا الذي أشار إلى أن معدلات التضخم المرتفعة في بريطانيا قد تدوم لسنوات ويمكن ان ترتفع إلى أكثر من 10 بالمئة.
بنك إنكلترا خفض توقعاته للنمو هذا الأسبوع مع رفع أسعار الفائدة في محاولة لمعالجة ارتفاع تكاليف المعيشة وسينخفض النمو الاقتصادي ببريطانيا بنسبة 1 بالمئة تقريباً خلال الربع الأخير من عام 2022 على أن يظل ثابتاً في معظم عامي 2023 و2024 وفقاً لتوقعات البنك.
ووسط مخاوف من أن التضخم المتزايد بسرعة قد يخنق النمو الاقتصادي انخفض الجنيه الإسترليني إلى أدنى مستوى له منذ عامين تقريباً يوم السبت الماضي فيما أشارت تقارير إلى أن الحكومة البريطانية تعتزم توسيع الحظر الذي تفرضه على عقود العاملين من ذوي الأجور المنخفضة ما يعني أن العاملين سيتمكنون من زيادة دخلهم من خلال العمل الإضافي في حال اختاروا ذلك.
أزمة أوكرانيا وما تبعها من فرض عقوبات غربية على روسيا ومسارعة الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين إلى إرسال الأموال والأسلحة لدعم كييف فاقمت المشكلات الاقتصادية والمعيشية بالنسبة للمواطنين في أوروبا بمن فيهم البريطانيون الذين يواجهون ازمة مالية بسبب ارتفاع أسعار الوقود بشكل كبير وانخفاض في دخل الأسر بسبب التضخم بموازاة ارتفاع في أسعار المواد الاستهلاكية.
سيرياهوم نيوز 1 _ سانا