نشرت صحيفة الغارديان تقريرا لمارتن شولوف، ومراسلها في أربيل، نيشروان ماندو، بعنوان “الهروب من إيران: المتظاهرون يعيدون التجمع في العراق بعد رحلة محفوفة بالمخاطر”.
يقول التقرير إنه قبل نحو شهرين، كان بايمان، المتظاهر الذي يقيم في مدينة مهاباد الإيرانية المضطربة، يقبع في إحدى المستشفيات، تحت حراسة عناصر الشرطة، الذين أطلقوا عليه الرصاص، خلال مشاركته في مظاهرة مناهضة للنظام.
ويضيف أن الطلقات “اخترقت قدمه وجذعه، كما تلقى ضربات بالعصي الخشبية، على رأسه، فسقط على الأرض يعاني آلاما شديدة، وكان بحاجة لرعاية طبية، لم يكن ليحصل عليها في ظل نظام، بلا رحمة، منذ بداية الانتفاضة المناهضة له قبل نحو 3 أشهر، والتي تشكل تهديدا عميقا للنظام الحاكم، المتشدد في إيران”.
ويقول “بايمان وأقاربه كانوا بين عدد قليل من المتظاهرين، الذي تمكنوا من القيام برحلة مشوبة بالمخاطر، نحو الأمان في العراق، حيث يحاول بعض الناجين، أن يقوموا بإعادة تجميع أنفسهم”.
ويشير التقرير إلى أن المسؤولين الأكراد يقدرون عدد الفارين من إيران مؤخرا بالعشرات، بينما يقدر المتظاهرون أنفسهم بأنهم مئات قليلة.
وينقل التقرير عن بايمان، الذي كان يرقد على الأرض، ويغطي نفسه ببطانية بينما يتنفس بصعوبة، قوله إن العنف، المتزايد الذي يواجه النظام به المتظاهرين، في مهاباد، ذات الغالبية الكردية والواقعة شمال شرقي إيران، يأتي بسبب أنها تشكل أخطر تهديد لنظام الملالي، منذ نشأته قبل نحو 43 عاما.
ويقول بايمان، الطبيب البيطري، إن “مهسا أميني كانت كردية، صحيح، لكن الثورة خيار شعبي، اتخذه الشعب بأسره، عبر أنحاء البلاد المختلفة، وبينهم البلوش، والآذريين، والفرس، والأعراق الأخرى، لأننا جميعا اكتفينا منهم ومن قمعهم”.
ويواصل التقرير نقله عن بايمان قوله “لا تخطئوا الأمر، إنها ثورة من يومها الأول، وليست مجرد انتفاضة، والتيار الثوري الذي بدأها سيستمر حتى ينهيها، فهم ضعفاء، ويشعرون بالرعب منا”، ولذلك يعتقد أن المسؤولين يواجهون المتظاهرين الذين يتزايد عددهم يوميا بالعنف.
ويضيف التقرير أن الفارين يشعرون بالخشية على أنفسهم في الوقت نفسه، رغم فرارهم إلى أربيل، لأن المسؤولين الإيرانيين يستطيعون الوصول إليهم، مضيفا أن بايمان يعيش في مسكن صغير مع اثنين من أبناء عمومته، ويحرصون جميعا على الاتصال بأسرهم في مهاباد بشكل يومي، والذين يؤكدون لهم أن المظاهرات تتوسع كل يوم، عبر مختلف مدن البلاد، بنفس النسق الذي كانت عليه قبل 3 أشهر، حيث لقي ما يقرب من 600 شخص مصرعهم، وأصيب نحو 10 آلاف آخرين بسبب قمع العناصر الأمنية.
ويقول التقرير إن بعض المتظاهرين يطالبون بدعم دولي، بما في ذلك الدعم بالسلاح، لأن الثورة “يمكن أن تصبح مسلحة” كما يقول بايمان، مضيفا “أن كل شخص في أسرة فقدت أحد أبنائها، سيقدم كل ما يملك ليحصل على ثأره، وهذا قد يعني حمل السلاح، الذي لا يسمح به في إيران، منذ 40 عاما، كما يصعب الحصول عليه أيضا”.
ويقول التقرير إن حسين يزدنبنه، زعيم الميليشيا الكردية الإيرانية، أكد لهم، قرب أربيل، أن الشهية لدى الأطراف الدولية، والإقليمية، لدعم الحركة المناهضة للنظام الإيراني ليست كبيرة.
ويقول حسين “لقد طالبنا في السابق العالم الحر والدول الديمقراطية بدعمهم بالسلاح الحديث ضد الإرهاب والديكتاتورية ليتمكنوا من محاربة القوات الإيرانية الإرهابية والجماعات الإرهابية، المنضوية تحت لواء فيلق القدس. ورغم ذلك لم نتلق أي رد إيجابي، حتى الآن، لا شيء إطلاقا”. (بي بي سي)
سيرياهوم نيوز 4-راي اليوم