نشرت صحيفة الغارديان البريطانية، مقالا قدم الكاتب نيكولاي كوزانوف فيه تحليلاً حول تحولات السياسة الروسية في سوريا، بعنوان “في النهاية، أصبحت سوريا والأسد ساميّن للغاية، حتى بالنسبة لبوتن”.
ويرى الكاتب في سقوط نظام الأسد “نهاية فصل كبير للوجود الروسي في الشرق الأوسط”، دون أن يعني ذلك أن موسكو على وشك الانسحاب من المنطقة، وفقاً للكاتب.
بل يعتقد الكاتب أن “قرار موسكو بعدم القتال من أجل بشار الأسد ونقله جواً إلى أراضيها، يبدو كأنه محاولة لتعزيز وجودها في الشرق الأوسط من خلال التخلص من شيء سام”.
ويشير الكاتب إلى أن دعم روسيا لنظام الأسد في سوريا كان جزءاً من استراتيجية موسكو لاستعادة نفوذها في المنطقة، بعد أن خسرت خلال ما عرف بالربيع العربي “جميع شركائها الذين ورثتهم عن الاتحاد السوفييتي”.
ويوضح الكاتب أن روسيا ومن خلال أنشطتها العسكرية سواء في المنطقة أو في ضمها لجزيرة القرم، تريد إثبات أنها “لاعب مهم” ويجب على الجميع تكثيف الحوار معها.
ومع ذلك، يلمّح الكاتب إلى أن روسيا كانت تتطلع بالوصول إلى “قطعة من كعكة الاقتصاد السوري”، إلا أن سقوط الأسد أنهى هذا الطموح.
ويضيف “سيتعين على الكرملين أن ينسى أي عائد من الجهود المبذولة في سوريا، لكنه قد يحاول الاحتفاظ بقواعده العسكرية في البلاد”.
“سوريا تحوّلت من فرصة إلى عبء اقتصادي وسياسي على روسيا”، ذلك ما يظنه الكاتب حول سبب عدم مساندة روسيا للأسد مؤخراً، إضافة إلى ظهور “عوامل جديدة” لزيادة اتصال موسكو بالغرب، ومنها، دور روسيا في منظمة أوبك، وحربها مع أوكرانيا.
ويتوقع الكاتب “انهياراً وشيكاً” للاقتصاد السوري الذي تحركه إلى حد كبير تجارة المخدرات غير المشروعة والفساد، بحسب الكاتب، مؤكداً أن “اقتصاد الحرب الذي خلقه الأسد كان بمثابة بيئة سامة”.
ويقول الكاتب إن روسيا اختارت سقوط الأسد، على “تكرار مصير الاتحاد السوفييتي في أفغانستان وتحمل المسؤولية المالية والاقتصادية والعسكرية الكاملة عن سوريا الأسد”.
ويختتم الكاتب مقاله بالإشارة إلى أن “علاقات موسكو بالمنطقة أصبحت واسعة لدرجة أن خسارة سوريا لن تكون عاملاً حاسماً في قوة حضورها بالمنطقة”. (بي بي سي)
اخبار سورية الوطن 2_راي اليوم