هناك الكثير من الهدايا التذكارية التي سيحملها جيه دي فانس إلى وطنه من غرينلاند: النفط والغاز والمعادن، وهذه ليست إلا البداية كتب مارينا هايد في صحيفة “الغارديان”.
يبدو في الظاهر أن، أوشا، زوجة نائب الرئيس جي دي فانس، السيدة الأمريكية الثانية في الإدارة الأمريكية، مفتونة بثقافة غرينلاند. وقد كان من المخطط أن تذهب برفقة ابنها اليافع لتنغمس في حضور سباق زلاجات الكلاب الشهير “أفاناتا كيموسيرسوا”، لكن تغير المخطط ليكون زوجها جي دي فانس هو رفيق الرحلة.
لقد أعلن البيت الأبيض أن السيدة الثانية تفتخر بزيارة قاعدة بيتوفيك الفضائية مع زوجها لمعرفة المزيد عن أمن القطب الشمالي والعمل الرائع الذي تقوم به قاعدة الفضاء”. ولم يتضح حتى وقت كتابة هذا التقرير ما إذا كانت بيتوفيك تحتوي على مرافق ترفيهية، ولكن من المفترض أن هذا المكان يتمتع بأجواء ما بعد التزلج على الجليد على مدار العام.
وعلى ابن فانس الآن البقاء في المنزل والذهاب إلى المدرسة، بدلاً من الاستمتاع برحلة ممولة من دافعي الضرائب إلى بلد يسعى والده وأصدقاؤه علناً لضمه. والخبر السار الآخر هو أن مايك والتز ما زال عليه الذهاب. فقد كان من المقرر أن تذهب السيدة الثانية في رحلتها السياحية القصيرة برفقة مستشار الأمن القومي للرئيس الأمريكي وهذا ليس غريباً. وهناك من سينضم لهؤلاء المسافرين من صحفيين أو أشخاص عشوائيين أضافهم مايك والتز إلى مجموعة الدردشة التي تبادل من خلالها معلومات استخباراتية حساسة.
من الواضح أن الزوار لم يكونوا في موقع ترحيب من قبل سكان الجزيرة، بل عل العكس فقد أثار الضيوف استياء السكان، لدرجة أن المنظمين اضطروا إلى تقليص مدة الرحلة إلى زيارة قاعدة آمنة واحدة. وأفادت التقارير أن مسؤولي إدارة الحملة التمهيدية طافوا المنازل في غرينلاند بحثًا عن عائلة محلية ترحب بالضيوف في منزلها المتواضع، لكن شيئا من هذا لم يحدث.
ومن المستهجن جدا بالنسبة لسكان الجزيرة أن يصرّح مسؤولون أمريكيون بضم بلادهم لأنها غنية ولأن لهم مصالح في امتلاكها. ومهما كانت المبررات؛ سواء الأمنية منها أو الطمع الصريح في الموارد، فإن كل ذلك لا يعني أن الآخرين يستطيعون التنمر عليهم واستملاك أرضهم لأنها غنية ومهمة.
لكن من الواضح أن الولايات المتحدة ستواصل السعي بشكل منهجي لتحقيق مصالحها الجيواستراتيجية والعسكرية والسياسية والاقتصادية في القطب الشمالي. وأوضح ستيفن مور، المستشار الاقتصادي السابق لترامب، الذي تحول إلى متطرف في مؤسسة التراث، بمرح لبي بي سي أن سكان غرينلاند هم “الأشخاص الذين سيستفيدون أكثر من هذا. دعنا نسميه بيعًا أو استحواذًا”. دعونا لا نجادل، ولكن لنستمر في سعينا.
وأضاف مور:”يمكن أن يتحول سكان الجزيرة بين عشية وضحاها إلى مليونيرات”. وهذا يذكرني بطريقة ما بتلك الإحصائية القديمة التي تُشير إلى أنه بدلًا من خوض حرب باهظة الثمن لحمايتها، كان بإمكان الحكومة البريطانية أن تُحوّل كل مواطن من سكان جزر فوكلاند إلى مليونير لتخفيف وطأة استيلاء الأرجنتين عليها. فماذا يريد الناس في الحياة سوى المال؟
كما تكهّن مور بأنه قد يكون هناك “تريليونات الدولارات من المعادن والنفط والغاز وأنواع أخرى من المعادن الثمينة التي قد تكون ذات قيمة للولايات المتحدة”. وهو يتكلم وكأنه يلقي نظرة عابرة على سكان غرينلاند، والكنوز الثمينة تحت أقدامهم.
فهل سيكون سكان غرينلاند عقبة أمام الطامحين للحفر والبحث عن الكنوز تحت أقدامهم؟
اخبار سورية الوطن 2_وكالات _راي اليوم