نشرت صحيفة الغارديان مقالا امحرر الشؤون الدبلوماسية باتريك وينتور تحليلا حول محاولات رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون إقناع دول الخليج بزيادة إنتاج النفط.
ويواجه بوريس جونسون انتقادات على الصعيدين المحلي والخليجي على خلفية هذا الأمر.
ومن المتوقع أن يزور جونسون المملكة العربية السعودية ودول الخليج الأخرى مثل الإمارات العربية المتحدة، حيث تسعى القوى الغربية للحصول على إمدادات نفطية إضافية لتخفيف اعتماد الغرب على الطاقة الروسية وإبطاء الزيادات الهائلة في الأسعار الناجمة عن العقوبات بسبب الحرب في أوكرانيا.
وقال الكاتب إن “علاقات الرئيس الأمريكي جو بايدن ضعيفة مع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، ما يجعل بريطانيا واحدة من القوى الغربية الأكثر قبولا لإقناع السعودية والإمارات بزيادة الإنتاج”.
وأضاف “لكن جونسون يواجه معارضة داخلية للذهاب إلى المملكة العربية السعودية بعد أيام من قيام المملكة بقطع رأس 81 مجرما وإرهابيا في نهاية الأسبوع، وهو أكبر إعدام جماعي في تاريخ السعودية”.
ومضى قائلا إنه من المؤكد أن “المحكمة السعودية كانت تدرك أن عمليات القتل ستجعل زيارة جونسون أكثر صعوبة وستنظر إليها على أنها علامة على استقلال السعودية عن الغرب. كانت أيضا علامة على التحدي تجاه إيران التي كانت السعودية تحسن علاقاتها معها على مهل. الدولتان على جانبين مختلفين في الحرب الأهلية اليمنية”.
وقال وينتور إنه “لا السعودية ولا الإمارات العربية المتحدة حريصة على زيادة إنتاج النفط لأنها ستفكك اتفاقهما النفطي مع روسيا المعروف باسم أوبك+”.
وأشار إلى أن السعوديين قالوا إنهم لن يضخوا أكثر مما وافقوا عليه العام الماضي في إطار صفقة مع روسيا.
وأضاف “يسمح هذا الاتفاق بزيادة الإنتاج بمقدار 400 ألف برميل يوميا كل شهر، لكنه لم يفعل شيئا يذكر لوقف ارتفاع أسعار النفط، وضخ السعوديون أقل من حصتهم، وفقا لوكالة الطاقة الدولية”.
وأشار أيضا إلى “حالة من العداء تسود في أجزاء من الإمارات لفشلها في إظهار التضامن السريع والقوي بعد الضربات الصاروخية التي أطلقها الحوثيون في كانون الثاني/ يناير والتي أصابت أبوظبي، ما أسفر عن مقتل ثلاثة وإلحاق أضرار بالمطار الدولي”.
وأضاف “لم تكن المملكة المتحدة من بين أول من بعث برسالة تعاطف عامة. على النقيض من ذلك، عرض الفرنسيون استكمال أنظمة الدفاع الجوي الإماراتية في لفتة نالت تقدير كبار الدبلوماسيين الإماراتيين”.
ونقل عن أحد المصادر قوله “قد تبدو مثل هذه الخطوات تافهة لكنها تحظى بدلالة. فأحيانا ما تكون الرسائل السهلة البسيطة هي المهمة. هذا يعني أنك لا تجري اتصالات إلا عندما تريد شيئا”.
وأضاف “كانت المملكة المتحدة أيضا بطيئة في نظر بعض المراقبين في دعم دعوات لوصف المتمردين الحوثيين في اليمن بأنهم منظمة إرهابية، وهو الأمر الذي كانت المملكة المتحدة مترددة في فعله خوفا من أن يجعل من الصعب على الجماعات الإنسانية العمل في اليمن”.
وختم بالقول “لا يزال أسلوب بوريس جونسون المنفتح يحظى بشعبية في الخليج، ولكن هناك شعورا بأنه تجاهل المنطقة. ومن المفارقات، في المملكة المتحدة، أنه يُنظر إليه على أنه قريب جدًا من الدول الاستبدادية وأكثر استعدادا لتقديم مبيعات الأسلحة على حقوق الإنسان”.
سيرياهوم نيوز 6 – رأي اليوم