نشرت صحيفة الغارديان مقالا لجوناثان فريدمان بعنوان “نتنياهو تهديد وجودي لإسرائيل، يمكن مقاومته لكن فقط بدعم فلسطيني”.
يقول الكاتب إن دانيال كانيمان، المفكر الإسرائيلي وعالم الاقتصاد الحائز على جائزة نوبل في الاقتصاد، تحدث إليه قائلا “إنه محض رعب، وهذا هو أسوأ تهديد لإسرائيل منذ عام 1948″، عام تأسيس الدولة.
ويضيف أن كانيمان، كان يتحدث عما يسميه رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، خطته “للإصلاح القضائي” ، لكن ما يصفه الآخرون بأنه نزع أحشاء المحاكم الإسرائيلية، وتسليم السلطة غير المقيدة إلى الحكومة.
ويقول الكاتب، إنه في هذا الأسبوع ألقى وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، نسخة دبلوماسية أكثر اعتدالًا من نفس التحذير، مما أعطى نتنياهو درسًا في التربية المدنية، حول أهمية استقلال القضاء وسيادة القانون. كما وقع المئات من الشخصيات البارزة، ومن بينهم كانيما ، “خطاب طوارئ” يدين التغييرات
ويضيف أن احتجاجهم جاء على الخطة التي يرون من شأنها أن تحد من سلطة المحكمة العليا لإلغاء قرارات السياسيين، والسماح لنتنياهو أو أي رئيس وزراء مستقبلي، بتجاوز حكم المحكمة بأغلبية بسيطة في البرلمان، وجعل تعيين القضاة في يد السياسيين.
ويقول الكاتب إن المحكمة العليا هي القيد الرئيسي الوحيد على سلطة الحكومة في إسرائيل: ليس لدى الدولة دستور مكتوب ولا غرفة برلمانية ثانية. ويضيف أنه إذا تعرضت المحكمة للتدمير، فإن ذلك سيسمح لنتنياهو بالحكم دون قيود، ويخرجه من المأزق، حيث يواجه المحاكمة ويواجه احتمال السجن بتهم فساد.
ويقول الكاتب إن الكثيرين يرون أن إسرائيل كانت ديمقراطية زائفة، لما يقرب من 56 عامًا ، منذ أن أصبحت المحتل العسكري للأراضي الفلسطينية التي تم احتلالها في حرب عام 1967.
لكنه يستدرك قائلا إن هذا يغفل الحقيقة الواضحة: سيضم الخاسرون في التغييرات القضائية الجارية الآن اليهود الإسرائيليين المعارضين، لكن من بين أولئك الذين سيعانون بشكل مباشر سيكونون حتماً فلسطينيون.
ويقول الكاتب إن هذا صحيح من نواحٍ عديدة، فعلى سبيل المثال، عملت المحكمة العليا بانتظام على حماية حقوق الأقليات، بما في ذلك 20 في المئة من المواطنين الإسرائيليين العرب الفلسطينيين. وكان سجل القضاة أبعد ما يكون عن الكمال، ولكن إذا استمرت هذه الإصلاحات وتحولت المحاكم إلى كائنات حكومية واهية، فستكون الأمور أسوأ بكثير.
ويضيف الكاتب أن أحد الأمثلة هو أن شركاء نتنياهو اليمينيين المتطرفين في الائتلاف القومي المتطرف يسعون إلى منع الأحزاب العربية في إسرائيل من الترشح في الانتخابات، والجلوس في الكنيست، وإذا جردت المحكمة العليا من صلاحياتها، فلن يوجد ما يحول دون تنفيذ الأحزاب اليمينية لمبتغاها. (بي بي سي)
سيرياهوم نيوز 4_راي اليوم