آخر الأخبار
الرئيسية » تحت المجهر » الغزيون في الشهر السابع: لسنا الهنود الحمر

الغزيون في الشهر السابع: لسنا الهنود الحمر

يوسف فارس

 

غزة | طالت الحرب إلى الحدّ الذي بدأ معه أهالي قطاع غزة يشعرون بأنه لا نهاية لها؛ إذ دخل الشهر السابع منها، في ظل أوضاع لم يتصوّر الناس أنهم سيعيشونها حتى في أسوأ كوابيسهم. فَمَن كان يتخيّل، مثلاً، أن يصير رغيف الخبز أمنية، أو أن يصبح الحصول على قطرة المياه النظيفة، معركة تتطلّب البحث لساعات، أو أن يمرّ رمضان على هذه الشاكلة القاسية. كل شيء عايشه أهالي غزة، كان فوق طاقتهم، غير أن الأيام الأخيرة، وتحديداً اليومَين الماضيَين، حملا معهما كثيراً من الأمل والتفاؤل. أبو كريم، وهو أحد النازحين الذين يسكنون مركز إيواء عيادة “الأونروا” وسط مخيم جباليا، يقول لـ”الأخبار”: “من بعد ما دخلنا اليوم الـ100 من الحرب، قبل شهرين، شعرنا بأن هذه الحرب ستستمرّ لسنوات، وأنه ليس لها من دون الله كاشفة (…) ما بدي أقلّك تأقلمنا مع ظروف الحرب، لا أحد يتأقلم مع الموت، بالقصف أو الجوع أو المرض، لكنّنا أصبحنا أكثر جَلَداً”. أما الحاجة اعتدال، التي التقيناها عند باب مدرسة إيواء “خليفة بن زايد”، فترى أن “هذه الحرب ستنتهي، كل الحروب الكبيرة انتهت في النهاية (…) والله ما في أحلام كبيرة عند حدّ، نسينا الحياة المريحة، الكهرباء والمياه التي تصل إلى حنفية المطبخ والحمام، غاز الطهو، كل ذلك نسيناه تماماً، الحلم الآن أن نسهر ليلة واحدة، برفقة العائلة المشتّتة بين الشمال والجنوب، نشرب كأساً من الشاي من دون قصف، من دون أن تراقبنا طائرة استطلاع وتهدّدنا بالموت في كل لحظة”.

في أسواق شمال غزة، التي تعجّ قبيل أذان المغرب بالآلاف من النازحين، التقينا صهيب عامر؛ شاب تشير هيئته إلى أنه في مطلع الثلاثين من العمر، وكان يبحث عن شيء يصلح لإعداد وجبة إفطار لأطفاله. يقول لـ”الأخبار”: “من ساعتين بلفّ، مش ملاقي أيّ شيء يمكن شراؤه بما يتناسب مع المال إلي معي، بتدخل شاحنات البضائع، لكن البلد متعطش جداً، الناس جوعى، محتاجين 300 شاحنة تدخل يومياً طوال 10 أشهر حتى تعود الأسواق إلى وضع ما قبل الحرب، أو حتى وضع الشهر الأول من الحرب”. أما عن معنوياته فيما تدخل الحرب شهرها السابع: “فوالله ما شكيت لحظة وحدة بقرب فرج الله، هذه الحرب ستنتهي، وإحنا باقين على أرضنا، ما فيه خيار ثاني، إحنا مش الهنود الحمر، الموت لن ينال منّا، ولا خطّة بديلة لنا عن البقاء. الذي يقبل التهجير هو مَن يمتلك خياراً آخر، لكن إحنا خيارنا الوحيد، نعيش هنا، نعيش بأقصى ما نستطيع، ونموت هنا أيضاً حتى تحفظ ذكرنا الأجيال القادمة”.

بالنسبة إلى إبراهيم أبو أنس، فإن حركة الأسواق، ومظاهر الحياة التي لا تزال مستمرّة، وحتى وجود مراكز الإيواء بكل ما فيها من أوباء وأعباء وضنك، هي مظهر من مظاهر الصمود. يقول لـ”الأخبار”: “كان العدو يحلم بأن لا يبقى أحد منّا في القطاع، حينما راكم أطنان المتفجرات الأميركية، وصوّرها لنا المراسلون العسكريون، أرادوا منّا أن نهرب، لقد أخطأوا فهمنا في عام 2024، كما لم يستطيعوا فهمنا في عام 1948”.

 

سيرياهوم نيوز1-الاخبار اللبنانية

x

‎قد يُعجبك أيضاً

ليلة استهداف “تل أبيب”.. صدمة ودمار رهيب وتبادل لشظايا الصاروخ بين المستوطنين

حالة من الهلع والقلق بين المستوطنين الإسرائيليين بعد سقوط صاروخ من لبنان في مبنى في “تل أبيب” بشكل مباشر، حيث تحدّث المستوطنون عن الأضرار الناجمة ...