آخر الأخبار
الرئيسية » مجتمع » الغزيون يسخرون من ترامب: «مخلوق فضائي سمج»!

الغزيون يسخرون من ترامب: «مخلوق فضائي سمج»!

 

عبد الله يونس

أثارت تصريحات الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، بشأن السيطرة على قطاع غزة وتهجير سكانه وفرض وصاية أميركية طويلة الأمد عليه، بهدف تحويله إلى «ريفييرا الشرق الأوسط»، ردود فعل فلسطينية غاضبة، وأخرى ساخرة. وعقب إعلان الرئيس الأميركي في مؤتمر صحافي عُقد الثلاثاء في البيت الأبيض، وجمعه إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، عن الخطة المشار إليها، اعتبرت حركة «حماس» أنّ كلام ترامب «يعكس غباءه السياسي وانحيازه الأعمى إلى الاحتلال الإسرائيلي».

 

وأكّد حازم قاسم، الناطق باسم الحركة، لـ«الأخبار»، أنّ «تصريحات ترامب ليست إلا أوهاماً لا يمكن أن تجد طريقها إلى التنفيذ. والشعب الفلسطيني ليس ورقة مساومة بيد الإدارات الأميركية»، مضيفاً أنّ «من يظن أن بإمكانه فرض حلول تخدم الاحتلال فهو واهم». وتابع أن «على ترامب أن يدرك أن غزة ليست للبيع، وأن شعبنا المقاوم لن يسمح لأي قوة على وجه الأرض بأن تنتزع منه حقه في أرضه. ليحاول أولاً مواجهة إرادة الفلسطينيين قبل أن يتحدّث عن خططه الغبية التي لن يكون لها مكان سوى في سلة المهملات».

 

ورأى قاسم أن جميع المشاريع التي تستهدف تصفية القضية الفلسطينية مصيرها الفشل، تماماً كما فشلت صفقة القرن التي روّج لها ترامب خلال فترة رئاسته الأولى، مؤكداً أن «شعبنا يقاتل منذ عقود من أجل حريته، ولن يتوقف حتى ينال حقوقه كاملة غير منقوصة». وختم المتحدّث بالقول: «ترامب وأمثاله ممن يظنون أن بإمكانهم رسم مستقبل غزة وفق مصالح الاحتلال، عليهم أن يقرأوا تاريخ شعبنا جيداً. نحن هنا باقون، نقاتل وندافع عن أرضنا، ولن يمر أي مخطط يستهدف وجودنا».

 

من جانبه، أعرب رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، عن رفضه الشديد لدعوات الاستيلاء على قطاع غزة وتهجير الفلسطينيين خارج وطنهم، مؤكداً أنّ «الشعب الفلسطيني لن يتنازل عن أرضه وحقوقه ومقدّساته، وأن قطاع غزة هو جزء أصيل من أرض دولة فلسطين». أمّا أمين سر اللجنة التنفيذية لـ«منظمة التحرير الفلسطينية»، حسين الشيخ، فأعلن، بدوره، أنّ المنظمة ترفض كل دعوات تهجير الشعب الفلسطيني من وطنه، لافتاً إلى أنّ «حل الدولتين وفق الشرعية الدولية والقانون الدولي هو الضمانة للأمن والاستقرار والسلام».

 

الغزيون يسخرون من ترامب

وفي قطاع غزة، قوبلت تصريحات ترامب بالسخرية والاستهجان من سكان القطاع العائدين إلى منازلهم بعد وقف الحرب، والذين أكّدوا أن إسرائيل، على رغم عدوانها الوحشي، لم تفلح في اقتلاعهم من أرضهم، ولن تفعل ذلك أي قوة أخرى. وعلى أطلال منزله في حي الشجاعية، وقف محمد حلس يتأمل الخراب من حوله، بثبات، بعدما كان قد نزح مع أسرته خلال الحرب إلى وسط القطاع، وعاد بمجرد أن وضعت المعركة أوزارها، عازماً على ترميم منزله بأي وسيلة. «إسرائيل قتلت، دمّرت، وأحرقت، لكنها فشلت في تهجيرنا. هل يعتقد ترامب بأن تصريحاته السخيفة ستجعلنا نفكر في الرحيل؟ لو أرادوا مسح غزة عن وجه الأرض فسنعيد بناءها على الرمال، ولن نتركها»، يقول محمد بابتسامة ساخرة لـ«الأخبار». ويشبّه ترامب بـ«الكائن الفضائي الذي حلّ على الأرض من دون أن يعرف ما الذي يجري عليها»، متسائلاً: «هل يعتقد بأننا سنمضي حياتنا كبدو رحّل؟».

 

وفي مخيم النصيرات، كانت أم سامي عيد، السبعينية التي فقدت ولدها في الغارات الإسرائيلية على المخيم، تتجوّل بين الركام الذي كان يوماً سوقاً يعج بالحياة. وفي حديث إلى «الأخبار»، تقول أم سامي التي ترفض مغادرة غزة وتعتبر بقاءها فيها «انتصاراً بحد ذاته»: «إسرائيل قتلت ابني، دمّرت منزلنا، وجعلتنا نعيش أسوأ أيام حياتنا، لكنها لم تستطع دفعنا إلى الخروج. كيف يمكن أن يتخيل ترامب أن بضع كلمات فارغة ستغير مصيرنا؟ حتى القبور هنا تحارب الاحتلال، فكيف بالأحياء؟».

 

وعلى شاطئ غزة، لم يكن لدى كريم أبو حسنين الذي اختار إعادة بناء منزله على الشاطئ، بطوب إسمنتي صنعه بنفسه، الوقت للحديث عن ترامب، إلا أنّه أطلق ضحكة طويلة ساخرة بعدما سمع بتصريحات الأخير، قائلاً لـ«الأخبار»: «بعد كل ما مررنا به، لم يعد بإمكان أحد أن يخرجنا من هنا. إسرائيل استخدمت كل الأسلحة لطردنا وفشلت، فهل سيأتي ترامب ليقنعنا بمغادرة بلادنا؟ ليبحث عن شعب آخر يبيعه أوطاناً. أما نحن، فسنبني غزة ولو بالحجارة والطين».

 

 

 

 

 

 

أخبار سوريا الوطن١ الاخبار

x

‎قد يُعجبك أيضاً

الشيخ نعيم قاسم يحدد الأحد 23 شباط موعدا لإقامة تشييع جماهيري مهيب لسلفه الشيخ حسن نصرالله وهاشم صفي الدين

حدد حزب الله 23 شباط/فبراير موعدا لتشييع أمينه العام حسن نصرالله بعدما حالت الظروف الأمنية دون إقامة المراسم عقب اغتياله بضربة إسرائيلية أواخر أيلول/سبتمبر في ...