آخر الأخبار
الرئيسية » عربي و دولي » الغزّيون «يؤجّلون» الخوف من الاجتياح: الأولوية لتسكيت البطون

الغزّيون «يؤجّلون» الخوف من الاجتياح: الأولوية لتسكيت البطون

ينهمك الغزيون بتأمين قوتهم وسط الحصار وتهديدات الاجتياح، فيما تعجز الكميات المحدودة من السلع عن تلبية احتياجات القطاع الذي يعيش كارثة إنسانية.

فيما تُطبخ الخطط العسكرية الكبرى للسيطرة على القطاع، ينهمك الغزيون بالأولويات الحياتية اليومية؛ إذ تُعاش الحياة هنا باليوم، لا بل بالساعات. ولأول مرة منذ أربعة أشهر من الحصار المطبق، سمحت سلطات الاحتلال بدخول شاحنات البضائع التجارية، لتمتلئ الأسواق المحلية بالمواد التموينية الأساسية مثل السكر والأرز وزيت القلي، في مشهد غير مسبوق. وعلى الرغم من أن الأسعار لا تزال مرتفعة، حيث يباع كيلو السكر مثلاً بـ20 دولاراً، فإن مبلغاً كهذا يبقى في المتناول، إذا ما قورن بالأسعار القياسية السابقة التي تجاوزت الـ150 دولاراً للكيلو الواحد.

هكذا، كان السكر والجبنة حديث الشارع خلال اليومين الماضيين، في حين قفز الناس على التهديدات، ليس لأنهم غير خائفين من القادم المجهول، بل لأن المجهول بقي سمة شهور الحرب الطويلة، بل هو العادي اليومي إذا ما قورن بحدث مرتقب مشتهى، مثل أن يشربوا كأساً من الشاي المُحلى بعد 120 يوماً من الانقطاع والاشتهاء. يقول أبو بلال: «حديث الناس اليوم عن إحساسهم لمّا دخل السكر أجسامهم لأول مرة منذ شهور طويلة، عن كاسة الشاي والحلويات.

دخول البضائع أعطى شوية أمل بإنه الأيام الصعبة إلها وقت وتنتهي، صحيح إنه التهديدات باحتلال غزة أشعرتنا إنو دخول البضائع والمساعدات هو تسمين قبل الدبح، لكن هذه الحرب علّمتنا نأجل الخوف من بكرة لبكرة، ما نموت قبل الموت 100 موتة». أما أحمد أبو عاصم، فيقول لـ«الأخبار»: «التفكير بما هو قادم يصيبك بالجنون، احتلال غزة يعني تهجير مليون إنسان إلى مناطق ضيقة ومزدحمة أصلاً بأكثر من مليون إنسان، لا أحد عنده قدرة مالية ولا جسدية ولا نفسية على رحلة نزوح جديدة، الناس أُنهكوا تماماً (…) الانشغال بالبضائع وما دخل إلى الأسواق والاستغراق الكامل في الهموم اليومية هو حيلة نفسية للهروب من الهموم المنتظرة».

المساحة المأهولة المتبقّية ستشهد هجوماً يفرض أن يحشر السكان في 8% من مساحة غزة

وكان جيش الاحتلال بدأ، منذ مطلع الأسبوع الماضي، بإدخال شاحنات البضائع التجارية بعد إغلاق تام استمر لأربعة أشهر، وسمح لعدد محدود من التجار باستيراد كميات محددة من المواد الاستهلاكية، هي السكر والأرز والجبنة المعلبة والطحين، فيما من المُنتظر أن يسمح بدخول كميات محدودة من الخُضر واللحوم المجمّدة والقهوة.

غير أن أسعار تلك البضائع لا تزال تتجاوز القدرة الشرائية للسكان الذين فقدوا مصدر رزقهم، في حين يؤكد المكتب الإعلامي الحكومي أن الكميات المحدودة التي تباع بعشرة أضعاف سعرها الطبيعي، تبقى نقطة في بحر احتياجات القطاع اليومية، والتي تبلغ 600 شاحنة يومياً. وترافق إدخال الشاحنات مع حملة إعلامية إسرائيلية، تهدف إلى تكذيب رواية المجاعة، والزعم أن الاحتلال يتولى مهمة توفير الطعام لأهالي القطاع، خصوصاً بعدما أحدثت مشاهد المجاعة ضجة عالمية.

وبالعودة إلى الهموم اليومية الكبيرة، فإن أكثر من 60% من سكان المناطق الشرقية والشمالية للقطاع، يعيشون في الخيام في الشوارع والمناطق العامة، بعد أن دمّر جيش الاحتلال، خلال عملية «مركبات جدعون»، أربعة أحياء رئيسية بشكل كلي، هي الشجاعية والزيتون والتفاح وجباليا البلد. تلك المناطق التي تشكل الحاضنة الشرقية لمدينة غزة، كان يسكنها نحو 250 ألف نسمة، وانتهى الحال بأهلها إلى النزوح إلى المدينة، وتحديداً المناطق الغربية منها، في حين لا تزال عملية تدمير مدينة خانيونس مستمرة على قدم وساق.

وهكذا، تكتظّ منطقة المواصي في جنوب غزة، والتي يخطط جيش الاحتلال لتهجير نحو مليون إنسان من شمال القطاع إليها، بأكثر من 700 ألف نازح هم سكان خانيونس ورفح، ما يعني أن المساحة المأهولة المتبقية لا تتجاوز نسبتها الـ25%، ستشهد هجوماً يفرض أن يحشر السكان في ما نسبته 8% من مساحة غزة. وتضاف إلى هذه التحديات، أزمة الواقع الطبي المنهار، حيث تقع مستشفيات القطاع الرئيسية وخصوصاً «الشفاء» و«المعمداني» في حيز مكاني مهدّد بالإخلاء، وتفتقر المناطق المنويّ إجلاء السكان إليها إلى منظومة صحية قادرة على التعاطي مع متطلبات الاكتظاظ الكبير ذاك.

 

 

 

 

 

 

اخبار سورية الوطن 2_وكالات _الأخبار

x

‎قد يُعجبك أيضاً

عرَض 5 شروط لإنهاء الحرب… نتنياهو: العملية العسكرية في غزة ستكون قصيرة

كرر رفضه القاطع لإقامة دولة فلسطينية.   أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن هدف إسرائيل من الحرب هو “تحرير قطاع غزة من حركة حماس ...