آخر الأخبار
الرئيسية » كلمة حرة » الغضب الساطع..

الغضب الساطع..

 

بقلم:مالك صقور

أنشدت فيروز ذات زمن أسود :” الغضب
الساطع آت وأنا كلي ايمان”… ثم من يقول، هذه أغنية ، أنا أقول هذا نشيد. نعم، نشيد..
وقد ردوا على فيروز كثيرا.. وعلق كثيرون
على هذه الكلمات الثورية الغاضبة بالهزء و
والتهكم، والسخرية . وقالوا ” عفوا فيروز،،
أجراس العودة لن تقرع”…. طبعا ، تعرفون البقية.. وذلك الخيبة أملهم، وانكسار أحلامهم ، جراء الهزائم المتكررة التي مني العرب بها ، نتيجة التشتت، والتمزق، والفرقة ، والتبعية ، و الدونية ، والخيانة وعدم القدرة على مواجهة العدو الغاصب
المغتصب.. وقد استطاع إعلام العدو الهليودي. وبمساعدة الطابور الخامس الذي تغلغل في المجتمعات العربية أن يبث اليأس والإحباط وفقدان الأمل… وأن. ” إسرائيل” أمر واقع…

ومما زاد في الطين بلة، تعدد الفصائل الفلسطينية وخلافات وعدم اتحادها، في الوقت الذي كان العدو الصهيوني يمكن ويقوي ويطور جيشه، ومؤسساته الحربية، وترسانته العسكرية.. كما جاءت اتفاقيات الذل: “كامب ديفيد، اسلو، وادي عربة ” لتنهي القضية الفلسطينية… بالإضافة إلى تطبيع بعض البلدان العربية… ثم ظن العدو ان عامل الزمن كفيل بأن يجعل الأجيال الشابة قد نسيت القضية بما إن الأباء والأجداد قد استشهدوا، أو ماتوا. ومن ولد عام النكبة صار عمره خمس وسبعون سنة . والذي يناضل أو يذكر إسم فلسطين إما إعدام أو السجن المؤبد…

لكن هذا العدو يتمتع بذاكرة بغي، فهو نسي أن أبناء هذه الأرض متجذرون في هذه الأرض… مهد السيد المسيح عليه السلام، ومسرى الرسول ومعراجه.. هذه الأجيال الشابة تعرف أن ما أخذ بالقوة لن يسترد إلا بالقوة.. ويدركون إنه لن يضيع حق وراءه مطالب… والآن ، بعد كل هذي السنين العجاف، من التشرد، والتهجير، والشتات، والمخيمات، وبعد مئات المجازر.. وملايين الشهداء… آن الأوان للغضب الساطع…

ولقد انطلق طوفان الأقصى المبارك تعبيرا عن غضب الملايين.. ليثأر لدماء الملايين، ليرد الكرامة الوطنية والإنسانية وليثبت للعالم كله إن فلسطين لابنائها المتجذرين فيها، وليس لشذّاذ الآفاق.. والان الآن حصحص الحق وتجلت البطولة والرجولة مقابل الجبن والخسة والنذالة. فهذا الجيش الهمجي لا يستطيع إلا على الأطفال والنساء والشيوخ…
رحم الله محمود درويش وكأنه كان يضرب بالغيب حين صرخ قائلا:
” هل تعرف القتلى جميعا ؟
والذين سيولدون….
سيولدون
تحت الشجر
وسيولدون
تحت المطر
وسيولدون
من الحجر
وسيولدون
من الشظايا
يولدون
من ألمرايا
يولدون
من الزوايا
سيولدون
من الهزائم
يولدون من الخواتم
يولدون من البراعم
سيولدون من البداية
يولدون من النهاية
يولدون من الحكاية
يولدون بلا نهاية
وسيولدون و يكبرون ويقتلون
ويولدون ، ويولدون ، ويولدون ويولدون

(خاص لموقع سيرياهوم نيوز2)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

حولَ الثّقافةِ وفاعليّتِها..!!

  أحمد يوسف داود   أعتقد أن الفعاليّةَ الثَّقافيَّةَ الحَقَّةَ هي فَعاليّةُ (صِناعةِ وَعيٍ عامٍّ) يستجيبُ للتّحدّياتِ الحَيويّةِ المَطروحةِ على مُجتمعٍ ما، في (شروطِ وجودِهِ) ...