آخر الأخبار
الرئيسية » ثقافة وفن » الـ AI يخلّد صور المجازر من مشقيتا إلى غزة

الـ AI يخلّد صور المجازر من مشقيتا إلى غزة

 

 

تحولت صورة لعائلة من ستّة أفراد منتجة بالذكاء الاصطناعي إلى رمز الكتروني بين السوريين لما اصطلح على تسميته بـ «مجزرة مشقيتا». جريمة قتل مروعة ارتُكبت بحق مزارعين في المنطقة السياحية في ريف اللاذقية الشمالي، خلال عملهم في أراضيهم، على يد مسلحين مجهولين يعتقد أنهم من رعاة الأغنام. وتشهد المنطقة حوادث مشابهة بعد اقتحام رعاة لأراضي زراعية ومحاولة السيطرة عليها بالقوة.

 

صورة بديلة

 

واختار الناشطون تقديم «صورة بديلة» مولدة عبر برامج الذكاء الاصطناعي، تمثل العائلة كرمز، وليس كمجرد أفراد، في محاولة لإبقاء القصة حية، وتكريس الضحايا في الذاكرة البصرية السورية.

 

وظهرت صورة لمجموعة فلاحين تتوسطهم سيدة، يرتدون ملابس توحي بعملهم وقد تلونت بالدماء فيما يشكل القمح خلفية للصورة. وفي صورة أخرى يظهر منجل القمح مغظى بالدماء ومرمي على الأرض.

 

 

صورة عائلة مشقيتا… قدرة عالية على الانتشار

 

ما يلفت في الصور السابقة المنتجة بالذكاء الاصطناعي ليس دقتها البصرية أو جمالياتها فقط، بل قدرتها العالية على الانتشار والتأثير العاطفي. صورة عائلة مشقيتا، على سبيل المثال، حصدت مئات المشاركات والتعليقات خلال ساعات فقط من وقع الجريمة.

 

وعلقت صحافية سورية عليها قائلةً: «لم يخطر في بالي يوماً أن هذه الجنة سيندمج ترابها وقمحها بدماء أبنائها» فيما أشارت الكاتبة ديانا جبور التي تنحدر من قرية مشقيتا عبر صفحتها على فايسبوك «لأهلي في مشقيتا… صبراً جميلاً وبالله المستعان»، مشيرة إلى أن اسم القرية معناه الأرض المسقية.

 

انتشار الصورة في المنشورات السياسية والحقوقية

 

كما أن الصور الرمزية سهلت عملية تداول القضايا على نطاق أوسع، إذ تُستخدم الآن في المنشورات السياسية، والحملات الحقوقية، وحتى في تقارير بعض المنظمات الدولية، كصورة «معبرة» عن الحادثة رغم معرفتها بأنها ليست أصلية. وقد لوحظ أن الجمهور يتفاعل بشكل أكبر مع الصور التي تُحاكي الجانب الإنساني والعائلي للضحايا، كالصور التي تظهر أطفالًا مع آبائهم أو مشاهد لحياة يومية فقدت فجأة. هذا النمط من التمثيل العاطفي يسهم في تجاوز الانقسام السياسي، ويُعيد النقاش إلى مستوى إنساني جامع.

 

 

توثيق الانتهاكات

 

ومنذ سقوط النظام السوري أواخر عام 2024، لم يتوقف السوريون عن توثيق الانتهاكات اليومية، لا سيما تلك ذات الطابع الانتقامي أو الطائفي، التي تتكرر على أطراف المدن الكبرى والمناطق المختلطة. ومع ضعف المؤسسات القضائية والإعلام الرسمي، لجأ المواطنون إلى منصات التواصل الاجتماعي، كمصدر رئيسي للتوثيق، والرأي، والتأريخ والتعاطف والنشر.

 

حالة إنتاج صور تعبيرية ورمزية لحوادث معينة ليست مقتصرة على سوريا، بل هي حالة أكثر عمومية غير مرتبطة بالمكان، إذ انتشرت أخيراً بشكل كبير صورة تعبيرية عن الطفلة الفلسطينية التي نجت من النار التي اندلعت على إثر الغارات الإسرائيلية، وهي صورة أُنتجت كذلك بالذكاء الاصطناعي انطلاقاً من صور ومشاهد حقيقية.

 

وبينما يرى بعضهم في هذا الأسلوب نوعاً من التوثيق الشعبي البديل مع غياب وسائل إعلام رسمية أو محترفة توثق الانتهاكات، يحذّر آخرون من الاستخدام السياسي أو الطائفي لهذه الصور، خصوصاً حين تُنتج بطريقة قد توحي بانحياز أو تثير الكراهية أو من دون التأكد من سياق ومعلومات الحادثة.

 

 

 

 

أخبار سوريا الوطن١-الأخبار

x

‎قد يُعجبك أيضاً

متشدّدون يُحاصرون فضل شاكر: ارتدّ عن الإسلام وعاد إلى الغناء!

  آمال خليل     أثار اسئتناف فضل شاكر نشاطه الفنّي الجدل، على خلفيّة ملفّه القضائي. غير أنّ عودة «الفنان التائب» عن توبته اتّخذت منحى ...