أطلقت منظمة الأغذية والزراعة (فاو) بالتعاون مع وزارة الزراعة السورية اليوم المرحلة الثانية من مشروع تعزيز القدرة على الصمود المحلي في سوريا (BLRS) وذلك خلال ورشة نظمت في فندق غولدن المزة بدمشق.
تفاصيل المرحلة الثانية
تستهدف المرحلة الثانية تقديم الدعم لـ 144 ألف عائلة منتشرة في سبع محافظات سورية هي: (حمص، حلب، إدلب، دير الزور، ريف دمشق، اللاذقية، حماة) وذلك بدءاً من شهر نيسان الجاري وحتى شهر آذار لعام 2028.
وتشمل هذه المرحلة تأمين مدخلات زراعية متعددة (أعلاف – أسمدة – بذور) لتحسين وتطوير الإنتاج الزراعي بشقيه النباتي والحيواني، وإعادة تأهيل شبكات الري، وتحسين الموارد المائية، وتقديم الدعم للعديد من المشاريع والنشاطات التي تسهم في زيادة الدخل عن طريق مشروع “نبتة”، وتقديم المعلومات والإرشادات الضرورية للتخفيف من الضرر البيئي، وتمكين المرأة في المجتمع، وإعطاءها دوراً مهماً في الإنتاج الزراعي والعملية الزراعية.
وزير الزراعة: المشروع خطوة أساسية لتمكين المزارعين
بدوره أكد وزير الزراعة الدكتور أمجد بدر أن المرحلة الثانية من مشروع بناء الصمود تعدّ خطوة أساسية في بناء قدرات المزارعين، وتمكينهم لمواجهة الصعوبات التي أثرت على واقع الزراعة السورية لجهة الموارد والمستلزمات اللازمة في ظل موجة الجفاف التي أصابت سوريا، وأثرت في مواسمها الزراعية.
وأشار الوزير بدر إلى أن إنجاز المرحلة الأولى من المشروع، والبدء بتنفيذ المرحلة الثانية، يتيحان الفرصة أمام إمكانية دعم المزارعين، واستئناف العملية الزراعية بالشكل الأفضل مع وجود الموارد التي تقدمها المنظمات، وبما يحقق الإنتاجية المطلوبة، ويلبي احتياجات المجتمع، وينعكس إيجاباً على الواقع الزراعي.
المرحلة الثانية ستركز على النساء المعيلات لأسرهن
الممثل المقيم لمنظمة الفاو في دمشق طوني العتل لفت إلى أن القطاع الزراعي في سوريا تعرض خلال السنوات الماضية لضرر كبير ما أثر في الإنتاجية، وسبل عيش المزارعين، ومن الضروري بذل الجهود والتكاتف لتعافي هذا القطاع، وتنفيذ المشاريع التي تعزز الصمود المحلي في سوريا، وتسهم في تحسين مستوى دخل المزارعين السوريين وتعزيز الإنتاجية المحلية.
وبيّن العتل إلى أن المرحلة الأولى من مشروع بناء الصمود المحلي الممتدة من أوائل عام 2022 وحتى آذار الجاري، دعمت ما يزيد على 81700 مزارع، مشيراً إلى أنه خلال المرحلة الثانية سيتم التركيز على النساء المعيلات لأسرهن، والأشخاص ذوي الإعاقة، والأسر النازحة والعائدة المتضررة، والذين لا يمتلكون إمكانيات زراعية، حيث تم انتقاء الجهات المستفيدة استناداً لمؤشرات معينة ترصدها المنظمة بشكل مستمر، كما أن مناطق عمل المشروع في المحافظات تم اختيارها بالتنسيق مع الحكومة السورية.
محاور المداخلات في الورشة
وتم خلال الورشة استعراض إنجازات المرحلة الأولى من المشروع، والمواقع والشرائح التي تم استهدافها، والنتائج العملية التي وصلت إليها وانعكاساتها على العائلات، ومدى جدواها الاقتصادي، والتدخلات السريعة التي نفذتها المنظمة خلال السنوات الماضية.
وأشار المشاركون في مداخلاتهم إلى واقع البذار في سوريا، وما يتم استخدامه ومدى جدواها الاقتصادي، والتحديات التي تواجه إنتاجية المحاصيل، وتأهيل الكوادر، وتعويض النقص الحاصل بعد هجرة العقول خلال سنوات الثورة السورية، وإجراء تقييم لأمن البذار، ودعم الأصناف السورية المعتمدة وخاصة المقاومة للتغيرات المناخية.
كما ناقشت مداخلاتهم سبل تمكين المجتمعات الريفية بشكل أكبر في القطاع الزراعي وتمكين دور المرأة في العملية الزراعية، وتداعيات موجة الجفاف التي تعرضت لها سوريا على المواسم السنوية، وأهم التدخلات العاجلة لوزارة الزراعة لمواجهة هذه التغيرات المناخية، ودعم المزارعين وتأهيل شبكات ري الحديث لضمان كفاءة التوزيع المائي.
التشاركية ضرورة لدعم القطاع الزراعي
وفي رده على مداخلات المشاركين، استعرض الوزير بدر ما يحتاجه القطاع الزراعي بشقيه النباتي والحيواني من احتياجات لتحسين جودته، ودور هذه المشاريع في دعم إنتاجيته، لافتاً إلى أهمية التشاركية بين الوزارة ومنظمات المجتمع الأهلي مع المنظمات الأممية في دعم هذا القطاع في ظل إتاحة المجال أمام استثمارات جديدة ذات جدوى اقتصادية وتنعكس إيجاباً على سوريا.
المشروع مهم للقطاع الزراعي السوري
وفي تصريح للصحفيين أكد مدير مشروع بناء الصمود المحلي في سوريا بمنظمة الفاو جايمسون زفيزفاي أن المشروع المدعوم من الحكومة البريطانية بالتعاون مع وزارة الزراعة السورية سيستهدف المجتمعات الريفية والأسر الهشة، مشيراً إلى أن هذا المشروع يعد خطوة مهمة في تعافي القطاع الزراعي السوري، وتعزيز الأمن الزراعي المحلي.
مدير الاقتصاد والتخطيط الزراعي في وزارة الزراعة الدكتور سعيد إبراهيم أوضح في تصريح لمراسل سانا أهمية هذه المشاريع في تعزيز صمود المزارعين الذين تأثروا من موجة الجفاف والحرائق التي أصابت أراضيهم الزراعية، وأثرت في إنتاجيتها، مشيراً إلى أن الوزارة تعمل مع المنظمات الدولية على التعاون مع الفلاحين وتعزيز صمودهم ودعمهم بالشكل المطلوب، وتقديم كل ما يحتاجونه ضمن سلسلة القيمة الزراعية من مدخلات إنتاج إلى تسويق منتجاتهم.
دعم نظام البذار الوطني في سوريا
من جهته، أكد مدير الفريق الفني بمشروع استعادة نظام البذار في سوريا بمنظمة الفاو المهندس محمد عامر جنيدان أن دعم نظام البذار الوطني في سوريا، كجزء من أجندة المرحلة الثانية يهدف إلى دعم القطاع الزراعي، وتمكين عمل المؤسسة العامة لإكثار البذار، والهيئة العامة للبحوث العلمية الزراعية، وإعادة تفعيل برامج التربية، وإعادة إدراج الأصناف السورية المتأقلمة بيئياً، والتي تمتلك استقرار الغلة الزراعية المقاومة للأمراض والجفاف والحرائق، مشيراً إلى العمل على تطوير القدرات الفنية وإعادة البنية التحتية والتجهيزات والمعدات الزراعية، وتطوير نوعية البذار، وإدخال أصناف جديدة ذات إنتاجية عالية.
وكان مشروع تعزيز القدرة على الصمود المحلي في سوريا انطلق أوائل عام 2022 وامتد حتى شهر آذار لهذا العام، ونفذته منظمة الفاو بدعم من وزارة الشؤون الخارجية والكومنولث والتنمية البريطانية، وذلك لإيجاد أرضية مناسبة لتمكين الفلاحين السوريين من تذليل الصعوبات التي اعترضت زراعة أرضيهم، وتأهيل البنية التحتية المطلوبة دون الاعتماد على المساعدات الخارجية.