نشرت صحيفة الفاينانشيال تايمز تقريرا بعنوان “أردوغان يغازل الأتراك الألمان في معركته للتمسك بالسلطة”، كتبته لورا بيتل مراسلة الصحيفة في ألمانيا.
وأشار التقرير إلى أن عشرات الآلاف من الأتراك في جميع أنحاء أوروبا أدلوا بأصواتهم في التصويت المبكر، في الانتخابات التركية خلال عطلة نهاية الأسبوع، مع اعتماد الرئيس رجب طيب أردوغان على دعم الأتراك المغتربين بالخارج بينما يكافح من أجل التمسك بالسلطة.
وقال المسؤولون إن المؤشرات الأولية تشير إلى إقبال قياسي بين 3.4 مليون ناخب في الخارج، الذين دعموا تاريخيا أردوغان، بعد افتتاح مراكز الاقتراع قبل أسبوعين بقليل من الانتخابات الرئيسية المقررة في 14 من مايو/ أيار.وشرعت الحكومة التركية في حملة انتخابية تقول إنها تهدف إلى تعزيز المشاركة الديمقراطية، من خلال زيادة عدد مراكز الاقتراع في جميع أنحاء أوروبا وبث رسائل حول أهمية المشاركة.
ويقول خبراء إن تأثير المغتربين، الذين شكلت أصواتهم 3 في المائة من إجمالي الأصوات في الانتخابات البرلمانية والرئاسية الأخيرة في عام 2018 ، مبالغ فيه في بعض الأحيان. لكن المجموعة لديها القدرة على حسم المقاعد البرلمانية المتأرجحة، وتشير استطلاعات الرأي إلى أن ألاصوات المحتملة في السباق الرئاسي لكل من أردوغان ومنافسه الرئيسي كمال كيليجدار أوغلو تبدو متقاربة، لذا فإن أي صوت إضافي يكتسب أهمية كبيرة في ترجيح الفوز.
وكتبت الصحيفة “لا يوجد مكان أكثر أهمية للنتيجة من ألمانيا، موطن الشتات التركي الذي يبلغ قوامه 3 ملايين شخص، بينهم 1.5 مليون مواطن تركي مؤهلون للتصويت”.
وتضيف “تشكو أحزاب المعارضة من أن أردوغان حشد موارد ضخمة في ألمانيا، بما في ذلك حوالي 900 مسجد تمولها وتديرها الدولة التركية”.
وأشار التقرير إلى أنه في يوم السبت في مدينة “إيسن”، معقل حزب العدالة والتنمية التركي في ولاية شمال الراين – ويستفاليا في ألمانيا، قامت مجموعة من الحافلات الصغيرة بنقل الناخبين من كبار السن والمعوقين إلى المدينة من البلدات التابعة لها، وذلك بتنظيم من مجموعة ضغط تابعة لحزب العدالة والتنمية، بينما شق آلاف الأشخاص طريقهم بأنفسهم إلى مركز المؤتمرات بالمدينة، الذي تحول إلى مركز اقتراع مليء بالأعلام التركية لمدة 13 يوما من التصويت في الخارج.
وكتبت الصحيفة “لقد غذى الدعم الصريح لأردوغان تصورا شائعا ولكنه خاطئ في ألمانيا، بأن معظم أو جميع أفراد الجالية التركية في البلاد هم من أشد المؤيدين لقائد يعتبره الكثيرون في أوروبا مستبدا”.
لكن هذه الصورة مشوهة، بسبب حقيقة أن حوالي نصف السكان الأتراك فقط في البلاد هم من حاملي جوازات السفر التركية المؤهلة للتصويت.
وعندما يتم أخذ الأهلية والإقبال بنظر الاعتبار، يتضح أن أقل من 15 في المئة من الجالية التركية في البلاد صوتوا لصالح أردوغان في عام 2018.
واختتمت الصحيفة باقتباس من مواطنة تركية في ألمانيا قالت: “غالبا ما يغضب الناس في تركيا من الأتراك الألمان. يقولون: أنت تعيش في دولة يسودها القانون (ألمانيا)، لكنك تصوت لعكس ذلك في تركيا”.
سيرياهوم نيوز 4_راي اليوم